د. علي القحيص
منذ أن أتى نتنياهو المتطرف، لقيادة حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة وإدخالها في حروب وأزمات وكوارث، صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل كان دائما يحذر من تهوره وبطشة، وهو السفير الأسبق للمملكة العربية السعودية في أمريكا وبريطانيا، ورئيس الاستخبارات العامة في السعودية، وحين يتحدث سموه فهو من خلفية أمنية مهمة ودبلوماسية عريقة تمتد لعقود وخبرة طويلة، وتجربة ثرية في أكثر المراحل سخونة في تاريخ المنطقة والعالم والصراع العربي الإسرائيلي، وهو المتحدث الشجاع اللبق بالمقابلات والمداخلات وقدرته الفائقة على المحاججة وفنون الرد والإقناع والتصريحات النارية المهمة في وقت الأزمات، والبارع في المحاورة باللغة الإنجليزية وبطلاقة تامة، والمعروف عنه المدافع التاريخي عن القضية الفلسطينية بوضوح وعلى رؤوس الأشهاد، وقال في تصريحاته عن نتنياهو، بأنه سوف ينهي إسرائيل ويدمرها بأفكاره المتطرفة المتعجرفة الرعناء، وبتصرفاته الهمجية غير العقلانية.
وفي مقابلة مع سمو الأمير تركي الفيصل، عبر قناة (cnn) الأخيرة مع الإعلامية الشهيرة كريستيان امانبور، قال في محاورته الإعلامية، هذا رجل أهوج مهووس بالأطماع التوسعية ومختل، ومغرور بقوته العسكرية التي يتصرف بها بعدوانية وغطرسة وتهور وإمعان بالإبادة وقتل البشر.
ويتوهم نتنياهو بأفكار وأوهام خرافية غير واقعية، بتطبيق خارطة إسرائيل المزعومة (من النيل إلى الفرات)!، وهو عاجز أن ينهي معركة غزة بعد كل هذا الصراع والبطش ضد شعبها بالقوة العسكرية المفرطة ومقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 100 ألف مدني، بما فضح ممارساته أمام العالم من مذابح وإجرام وممارسة أبشع الأساليب القمعية والإقصاء لأهالي غزة العزل وحصارهم وتجويعهم، وارتكاب جرائم القتل بالتجويع ومنع الموارد الإعاشية.
فكيف له أن يتوسع ويحتل أراض عربية أخرى يزعم بضمها، هذا ضربٌ من الجنون وأضغاث أحلام وبلطجة وتخبط.
وقال الفيصل، كيف يمكن لأحد أن يتوقع أن تطبع المملكة العربية السعودية، مع مجرم حرب أو مختل عقلياً مثل نتنياهو وتصرفاته الحالية، من المستحيل أن تطبع السعودية مع إسرائيل في الوضع الراهن دون سلام عادل وشامل ومنصف، ويؤكد تركي الفيصل إن المملكة هي من قدمت مبادرة السلام العربية، وهي لازالت مطروحة على الطاولة!
وقد حاولت جاهدة مقدمة البرنامج في القناة الأمريكية، أن تنحاز للسياسة الإسرائيلية، إلا أن الفيصل فند لها كل مزاعمها المشبوهة، بالحقائق والبراهين والوضع الراهن على الأرض وما يحدث من انتهاكات وفرض الأمر الواقع، وأسهب الفيصل بكلامه المفحم، وحديثة الواثق من نفسه والذي يستند في حديثه المهم المقنع، على إعلان موقف المملكة الصلب القوي الصامد، أمام كل التحديات الإقليمية والدولية، والذي يتجلى في مناصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي يعاني الأمرين، من الحصار والقتل والفقر والجوع والموت أمام كل المنظمات والمؤسسات الإنسانية، التي صمتت صمت القبور!