واس - واشنطن:
دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة قوات الاحتلال الإسرائيلي للوقف الفوري للهجمات كافة ضد الفلسطينيين الذين يحاولون توفير الأمن لقوافل المساعدات الإنسانية وغيرها من الإمدادات، والامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي لتسهيل وحماية إيصال المساعدات الإنسانية وغيرها من الضرورات الحياتية لقطاع غزة وداخلها.
وأكّدت في بيان لها أن هذه الهجمات أسهمت بشكل كبير في تفشي المجاعة بين المدنيين في غزة.
ولفت مكتب حقوق الإنسان النظر إلى أنه وثّق منذ بداية شهر أغسطس 11 حادثة لهجمات على فلسطينيين خلال عملهم في تأمين الحماية للقوافل في شمال غزة ووسطها، أسفرت هذه الحوادث عن مقتل ما لا يقل عن 46 فلسطينيًا، معظمهم من أفراد الأمن المرافقين لقوافل المساعدات والإمدادات، إلى جانب بعض من طالبي المساعدة، وتسجيل إصابة آخرين.
ونبّه المكتب إلى أن هذه الهجمات أصبحت تشكل جزءًا من نمط متكرر، يشير إلى استهداف متعمّد من قبل القوات الإسرائيلية لأولئك الذين يُفترض أنهم مدنيّون ويشاركون في تأمين الضروريات الحياتية، مبينًا أن ذلك يأتي في سياق نمط مماثل من الهجمات على أجهزة تنفيذ القانون المدنية.
وأفاد أنه وثّق منذ بداية الحرب عشرات الحوادث التي استهدفت فيها القوات الإسرائيلية بشكل غير قانوني أفراد الشرطة المدنية، مما أسهم في انهيار النظام العام حول قوافل الإمدادات، في ظل تزايد يأس السكان من الحصول على الغذاء في مواجهة «المجاعة المتفاقمة».
وأوضح أنه منذ 27 مايو وحتى 13 أغسطس، وثّق مقتل ما لا يقل عن 1,760 فلسطينيًا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدة؛ قتل 994 منهم في محيط مواقع «مؤسسة غزة الإنسانية»، و766 على طول مسارات قوافل الإمدادات، «وارتكبت معظم هذه الجرائم من قبل القوات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي».
وأكّد أن أفراد الشرطة المدنية والأمن يتمتعون -بموجب القانون الدولي- بالحماية من الهجمات، وأن إسرائيل -بصفتها القوة القائمة بالاحتلال- ملزمة بموجب القانون الدولي الإنساني بضمان أمن وسلامة السكان في الأرض الفلسطينية المحتلة، محذرًا من أن الهجمات الموجهة ضد أفراد الشرطة المدنية والأمن تشكل انتهاكًا مباشرًا لهذه المسؤولية.
وجددت الأمم المتحدة تحذيرها من أن الوضع المتردي بالفعل قد يتفاقم دون تدفق موثوق وسريع وآمن وغير مقيّد للإمدادات إلى قطاع غزة.وأفاد مكتب الأمم المتحدة المعني بتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» وشركاؤه في المجال الإنساني أن التأخيرات والعوائق المستمرة الأخرى، تؤثر على جهود جمع الإمدادات من المعابر وإيصالها إلى المحتاجين، مبينًا أنه تم تسهيل خمس من أصل 12 مهمة تتطلب التنسيق مع السلطات الإسرائيلية دون عوائق.
ولفت «أوتشا» الانتباه إلى أنه فيما يتعلق بأزمة الجوع في غزة، فيجري حاليًا الإبلاغ عن مزيد من الوفيات، بمن فيهم العديد من الأطفال الذين يدخلون المستشفيات بانتظام بسبب سوء التغذية، مؤكدًا أنه ما زال مستمرًا في تلقي تقارير مزعجة للغاية عن مقتل وإصابة أشخاص أثناء بحثهم عن المساعدات، مبينًا أنه في الفترة بين 27 مايو و8 أغسطس، عالج مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح أكثر من 4,500 مصاب، معظمهم أفادوا بإصابتهم أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع توزيع الغذاء.
وأكّدت الأمم المتحدة ضرورة تمكينها وشركائها الإنسانيين من إيصال المساعدات على نطاق واسع، باستخدام آليات مجتمعية للوصول إلى الفئات الأكثر ضعفًا.
وحذّرت من أنه دون توفير هذه الظروف، وفي حال استمرار أو تصاعد العمليات العسكرية، فإن حدوث مزيد من الوفيات والنزوح القسري والدمار أمر لا مفر منه».
ومن جانبها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن العديد من المرافق الصحية لم تعد لديها القدرة على استيعاب مرضى سوء التغذية، مشددة على ضرورة استعادة الوصول إلى الرعاية الصحية فورًا.