د.شريف بن محمد الأتربي
أيام قلائل وتعود عجلة الدراسة للدوران مرة أخرى، وهذه المرة تعود مقسومة على فصلين حسب طلب الأغلبية وليست ثلاثة كما كان يريدها الأقلية.
رغم تأخر إعلان المسؤولين عن اعتزامهم العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين، إلا أني وغيري من المهمومين بقضايا التعليم نظرا لما يؤثر على جودة حياة المجتمع ككل؛ إلا أننا لدينا اليقين أن وزارة التعليم قد أعدت عدتها لهذا التغيير ولم تفاجئ به مثلما تفاجئ الطلاب وأولياء أمورهم.
أعتقد ومتأكد تماما أن الوزارة وكافة مسؤوليها قد عملوا على تدريب المعلمين على هذه المتغيرات الجديدة، وأن مديري إدارات التعليم والمشرفين التربويين قد أقاموا ورش عمل للمعلمين والمعلمات شرحوا فيها أسباب هذا التغيير وأثره الإيجابي على العملية التعليمية حتى لا نفاجئ مع بداية الدراسة برد أحد المعلمين على سؤال طالب: لماذا غيرتم النظام؟ فيكون الرد: لا أدري، وهذه مصيبة وكارثة وتأثير سلبي على نفسية الطلاب وثقتهم في التغيير ودوافعه وأسبابه.
أعتقد ومتأكد تمام التأكد أن جميع المعلمين قد تم تدربيهم وتوعيتهم على نظام تقييم أداء الطلبة خلال الفصلين، وكذلك توزيع المقررات الدراسية، إلى جانب التأكيد على استخدام أساليب تعليمية لن أقول حديثة، ولكن أقول تناسب موضوعات الدروس، ومستويات الطلبة.
أعتقد ومتأكد تمام التأكد أن الوزارة قد انتهت تماماً من صيانة كافة المباني المدرسية، والمعامل والملاعب، والمقاصف، وتأكدت بنسبة 100 % أنها لن تعوق البداية القوية والمتوقعة من قبل المعلمين والطلبة. أعتقد ومتأكد تمام التأكد أن الوزارة قد وضعت خطة للتواصل مع أولياء الأمور من قبل جرس البداية ليكونوا متأهبين وجاهزين لممارسة دورهم الأسري والمجتمعي في معاونة المعلمين والمعلمات والمديرين والمديرات في إنجاح رحلة تعلم أولادهم وأن يكونوا جزءا منها وليسوا فقط داعمين ماديا ولا متفرجين أمام الشاشات، ولا مسعفين يظهروا وقت الأزمات. إن دور أولياء الأمور يمثل من وجهة نظري 50 % من نسبة تأهيل وخرط أبنائهم في الحياة الاجتماعية والعملية، وأن هؤلاء الأبناء هم وديعة اختصهم الله بهم حتى يحافظوا عليها لأنفسهم أولاً وللمجتمع ثانياً.
أعتقد ومتأكد تمام التأكد أن جميع الجهات ذات العلاقة في الدولة قد اجتمعوا معا وناقشوا ودرسوا المعوقات التي قد تؤثر على انطلاقة العام الدراسي، وأن جميع التسهيلات قد أوجدت، ومن هذه التسهيلات مشكلات المرور، وكذلك الانتظار بجوار المباني المدرسية خاصة مع التوجه نحو تطبيق الدفع للانتظار في الشوارع الرئيسة، والحصول على تصريح زيارة في الشوارع الجانبية.
إن الدولة أعزها الله لم تدخر جهداً ولا دعماً بأي شكل من أشكال الدعم إلا وقدمته ووفرته لأبنائها الطلبة منتظرة أن يقوم كل واحد منا بدوره بدءاً من معالي الوزير إلى أصغر موظف في الوزارة أو من له علاقة بسير العملية التعليمية.