إيمان الدبيّان
أيام معدودات ويعود الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، بعد أن عاد المعلمون والمعلمات، وتغيرت بعض الأنظمة والإجراءات في وزارة التعليم من أجل النهوض بتطوير العملية التعليمية بمستهدفات أكبر وطموحات أوسع تتناسب مع برامج ومستهدفات الوطن الطموح ومجتمعه الحيوي.
إن قرارات وزارة التعليم الأخيرة أراها من أفضل القرارات التي استحدثتها الوزارة، ومن أهمها ما اشترطته الوزارة في عدم تعيين أي معلم إلا بعد مروره بمعهد تطويري لمدة عام واحد.
فالمعلم من أهم الأدوات التعليمية التي تصنع نجاح العملية التعليمية بما يملكه من مهارات وأدوات فكرية وثقافية ونفسية فالطالب يستطيع أن يحصل على المعرفة العلمية بنسبة كبيرة من خلال التقنيات والتطبيقات؛ لكنه يحتاج إلى من يصنع له بيئة فكرية ونفسية آمنة ويمده بالثقافة اللازمة ويغذيه بالقيم الوطنية والدينية الأصيلة، ولن يتحقق أي شيء من هذا للطالب إذا لم يكن المعلم متمكنا من هذه المهارات حتى يستطيع أن يغرس بذورها في نفسيات وأذهان ومشاعر الطلاب.
إن العملية التعليمية هي باختصار (حب) حب المعلم لذاته ولعمله ولوطنه ولأبنائه ولقيمه ولأصالته؛ حتى يكون سعيدا متسامحا مع ذاته فيسعد طلابه بإبداعه ويجعلهم يحبون قيمهم وعلمهم ووطنهم ويبدعون في رسم طموحاتهم وصنع نجاحاتهم.
كذلك قرار تطبيق منهج الذكاء الاصطناعي الذي أعلن أنه سيُطبق في جميع مراحل التعليم العام بدءًا من العام الدراسي 2025 - 2026م.
فهذا التوجه يتواءم مع مستهدفات برنامج بناء تنمية القدرات البشرية أحد برامج رؤية المملكة 2030، نحو بناء تعليم شامل يرسّخ القيم، ويُعزز من تنافسية المملكة عالميًا وريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تمكين الطلاب والطالبات من اكتساب مهارات نوعية تؤهلهم للتفاعل مع العصر الرقمي، والإسهام في إنتاج حلول مبتكرة منذ المراحل الدراسية المبكرة في التعليم العام، والتعليم الجامعي والتدريب التقني والمهني، ووصولاً إلى التدريب والتعلّم مدى الحياة.
الطلاب والطالبات قادة مستقبلنا ومرتكز تطورنا ونهضتنا في كل مجالات تقدمنا.
القرارات الأخيرة في وزارة التعليم كثيرة ورائعة وكان حديثي عن بعضها وليس كلها، وأجزم أنه سيكون هناك جديد غيرها ليواكب مع العالم المستجدات مع الحفاظ على الثوابت والأساسيات.
كل عام وتعليمنا بمعلميه وطلابه ومناهجه وبيئته في أعلى القمم تطوراً وتقدماً نجاحاً وتنافساً وإنجازاً.