د.نايف الحمد
غداً ستتنافس الأندية السعودية على بطولة السوبر دون مشاركة الهلال، في أول حالة تشهدها الرياضة السعودية، بعد أن قدّم الزعيم العالمي اعتذاره لأسباب عدة، كان أبرزها تأخر إعداده عقب مشاركته التاريخية في كأس العالم للأندية وبلوغه ربع النهائي، مقدّماً صورة رائعة أشعرت السعوديين بالفخر.
البطولة تبدأ دون صخب يُذكر، بل ستنطلق باهتة بعدما استحوذ الموج الأزرق على كل الإثارة واستجلب المتابعة، حتى غدا خبر اعتذاره عن المشاركة العنوان الأبرز، والمادة الأثيرة في الإعلام وبين الجماهير، يتناقلها الناس على مدار شهر كامل.
لقد ترك الهلال لمنافسيه فرصة تحقيق هذه البطولة، بعد أن تمنوا طويلاً الخلاص منه، غير أنهم -على ما يبدو- شعروا بالتراجع المخيف في قيمة البطولة ونشوة الانتصار بها دون مشاركة الهلال؛ حتى أن بعضهم فقد اتزانه، محاولاً اختراع قوانين لا وجود لها وفرضها لمعاقبة الهلال!
نقولها باختصار.. سيبقى الهلال -يا سادة يا كرام- هو المحرك الأكبر للكرة السعودية، فوزاً كان أو خسارة، مشاركة أو اعتذاراً. قولوا ما شئتم، فالأحداث تؤكد أن الموج الأزرق هو الوجهة الأولى وصاحب التأثير الأبرز بجماهيريته الطاغية وإرثه الكبير.
اللافت أن هذا العملاق يخسر كثيراً في أروقة منظومة كرة القدم السعودية، مقابل نجاحات باهرة يسجلها على المسطحات الخضراء وفي ميادين التنافس الشريف أمام أعين الملايين، سواء في البطولات المحلية أو الخارجية. ولنا في قرار لجنة الانضباط والأخلاق مثال واضح على ما تعرض له الهلال من عقوبة، رغم ما ساقه من مبررات كافية لقبول اعتذاره، وتقديراً لما قدّمه في نقل صورة مشرّفة للمشروع الرياضي السعودي وللوطن بوجه عام.
في تقديري، كان قرار معاقبة الهلال خاطئاً بجلاء؛ إذ إن اللجنة طبّقت عقوبة الامتناع، ثم بحثت عن بديل ليشارك، فتم اعتماد الأهلي لكونه التالي في ترتيب الدوري.. ومن ثم كان الأجدر قبول اعتذار الهلال، ما دام الاتحاد السعودي يحرص على نجاح البطولة وإقامة جميع مبارياتها. ولن أبالغ إن قلت إن غياب الهلال عن النسخة المقبلة خسارة للاتحاد السعودي، وللجماهير، ولقيمة البطولة التنافسية في غياب فريق ازدانت خزائنه بالبطولات.
نقطة آخر السطر
قدّم الهلال استئنافاً على قرار العقوبة، وأرى - وفق المبادئ القانونية - أن المنطق يقتضي إلغاءها. أمّا إن رُفض الاستئناف، فسيكون قرار مركز التحكيم الرياضي هو الحاسم، إن قرر الهلال المضي في قضيته العادلة إلى أبعد مدى.