ناصر زيدان التميمي
في حياتنا، نحن محاطون بالكثير من الطاقات المختلفة، الإيجابية والسلبية. تماماً مثلما نحرص على تنقية الهواء الذي نتنفسه من الملوثات، يجب علينا أيضاً أن نكون حريصين على تنقية محيطنا الاجتماعي من السلبية. إنّ المحيط السلبي هو أكثر من مجرد وجود أشخاص متشائمين؛ إنه بيئة كاملة يمكن أن تستنزف طاقتك، وتحد من طموحاتك، وتُعيق تقدمك.
إنّ تأثير المحيط السلبي عميق وخفي. قد لا تلاحظ في البداية كيف أن بعض الكلمات السلبية أو التعليقات المحبطة تتسلَّل إلى عقلك وتُشكِّل حاجزاً بينك وبين أهدافك. الأشخاص السلبيون يميلون إلى رؤية الصعوبات في كل فرصة، والفشل في كل محاولة. إنهم يبرعون في زرع بذور الشك في قدراتك، وربما دون قصد، يقلِّلون من قيمة أحلامك. هذا النوع من المحيط يُولِّد شعوراً بالعجز، ويجعلك تتقبل فكرة أن الفشل أمر حتمي، حتى قبل أن تبدأ.
الابتعاد عن المحيط السلبي لا يعني التخلي عن أصدقائك وعائلتك. إنه يعني وضع حدود واضحة لحماية نفسك. إذا كان هناك شخص في حياتك يبعث على الإحباط باستمرار، فمن حقك أن تقلِّل من وقتك معه أو أن تتجنب مناقشة خططك وأحلامك أمامه. قد يكون هذا صعباً في البداية، لكن صحتك النفسية وطموحاتك تستحق هذه التضحية.
من ناحية أخرى، يجب أن تبحث بوعي عن المحيط الإيجابي. ابحث عن الأشخاص الذين يؤمنون بقدراتك، والذين يتبنون عقلية النمو. أولئك الذين يحتفلون بنجاحاتك، ويقفون إلى جانبك في أوقات الشدة. هؤلاء الأشخاص هم بمثابة وقود لروحك، يُلهمونك لتكون أفضل نسخة من نفسك. تذكَّر، أنت لا تُصبح مثل من تجالس فقط، بل أنت تُصبح مثل من تُشاركهم أفكارك وأحلامك.
إنّ حماية طاقتك الإيجابية هي مسؤولية شخصية. لا تنتظر من الآخرين أن يتغيروا، بل اتخذ أنت الخطوة الأولى. ابدأ اليوم بوعي في تقييم دائرتك الاجتماعية. ابحث عن الدعم لا عن الإحباط، وعن الإلهام لا عن الانتقاد. عندما تُحيط نفسك بالإيجابية، ستجد أن أهدافك تبدو أكثر وضوحاً، وأن الطريق إليها أصبح ممكناً.