عبدالعظيم العويد
القراءة ليست مجرد نطقٍ للكلمات أو مرورٍ سريع على الأسطر، بل هي عملية عقلية وفكرية متكاملة، تحتاج إلى تركيز ووعي وقدرة على الفهم والتحليل. لذلك، فالسؤال الحقيقي ليس فقط: «هل تعرف كيف تقرأ؟» بل: «هل تجيد القراءة بشكل جيد؟»
القراءة الجيدة تعني أن يكون القارئ قادرًا على استيعاب المعاني، والربط بين الأفكار، واستخلاص الدروس. أما القراءة السطحية فهي أشبه بالنظر من نافذة مغلقة، يرى المرء فيها الأشكال دون أن يدرك حقيقتها.
أما كفاءة العقل، فهي العامل الأهم في جودة القراءة. فالعقل النشط يستوعب بسرعة، ويربط بين المعلومات، وينقدها بوعي، بينما العقل الخامل قد يقرأ كثيرًا لكنه لا يتجاوز ظاهر الكلمات. ولهذا نجد أن القراءة الجيدة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتركيز والانفتاح الذهني.
إن من يجيد القراءة يمتلك مفاتيح العلم والمعرفة، ويستطيع تطوير ذاته باستمرار. ومن يقصّر في ذلك، فهو يقيّد عقله ويحرم نفسه من فرص النمو. ولهذا، علينا أن ندرّب عقولنا على الفهم والتأمل، لا على الحفظ والترديد فقط.
في النهاية، يبقى السؤال مفتوحًا لكل واحدٍ منا: هل نحن نقرأ بعقولٍ واعية وكفاءة عالية؟ أم أننا نكتفي بتمرير العيون على الصفحات دون أن نُثري عقولنا بشيء؟!