د.عبدالعزيز الجار الله
بدأت يوم الاثنين18/08/2025 فعاليات الطاولة المستديرة السعودية- السورية بالرياض، برئاسة وزير الاستثمار خالد الفالح، والتي تعكس التزام السعودية بتعزيز التعاون الاستثماري العميق والمستدام مع سوريا، وتمكين الاستثمارات المشتركة بما يدعم النمو وفرص التنمية في كلا البلدين.
هذا جانب من مضمون فعاليات الطاولة المستديرة وملخصها نجاح المملكة في تنويع مصادر الدخل عبر رؤية السعودية 2030 التي كانت تنظر لها بعض الدول في بداياتها عام 2016 وما تلاها من سنوات قلائل إنها (خطط من الورق ترفع على الرفوف) لكن بعد مرور السنوات (9) من بروز البنى التحتية على سطح الأرض شاخصة لأكثر من (200) مشروع استراتيجي واستثماري واقتصادي شامل وسياحي ورياضي وصناعي واجتماعي وثقافي بدأ يعيد العديد من الدول ومنها دول كبرى النظر في التنمية السعودية الحقيقية، وأن ما يحدث في السعودية هي تنمية ناضجة وناجحة بدأت الدول والشركات العالمية في التعجيل في عروضها للمشاركة في المشاريع، وكما يقول أهل الشام والحضارات السابقة (بدأ حساب الحقل والبيدر).
سوريا ليست دولة نفطية كما هي السعودية والخليج تسعى إلى تنويع مصادر الدخل حتى لايكون النفط هو المصدر الوحيد، بل ما تحتاجه سوريا هو (تحديث وتجديد) مصادر الدخل والانتقال من الاستثمار والاقتصاد التقليدي التي كانت عليه سوريا زمن الأسد الأب والابن إلى اقتصاد وتنمية جديدة كما قدمتها السعودية للعالم الرؤية المباركة التي ظهرت بها السعودية اليوم، وشاهده ويعيشه الوفد الاستثماري السوري في هذا اللقاء بالرياض.
نظام الأسد الراحل ومن تعاون معه من أحزاب ودول التي حولت المدن السورية إلى أرض محروقة بالبراميل المتفجرة والطائرات دمرت المصانع والاقتصاد المحلي والبشر والشجر، ليفتح الله لها باب أمل بعد أن تعافت سورية من الحكم البائد، وانتقلت إلى زمن جديد برائحة الياسمين والأزاهير العطرية الفواحة والشباب والجيل المتطلع الذي سيقود دمشق إلى عهود تنموية تحاكي محيطها السعودي والخليجي.
وفي العودة إلى كلمة وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح يتضح هيكل التنمية الجديدة حيث قال:
- الإشادة بنتائج المنتدى الاستثماري السعودي- السوري، والذي شهد توقيع 47 اتفاقية استثمارية سعودية سورية بالعاصمة دمشق بقيمة إجمالية قاربت 24 مليار ريال تشمل المجالات: العقارية، والبنية التحتية، والمالية، والاتصالات وتقنية المعلومات، والطاقة، والصناعة، والسياحة، والتجارة والاستثمار، والصحة، فالعديد من هذه الاتفاقيات دخل حيز التنفيذ وتم تدشين عدد منها بالفعل.
- إن 80 شركة سعودية سجلت حتى الآن للمشاركة في هذا المعرض، وأن الباب مفتوح للشركات الراغبة في الاستثمار في أي مجال في سوريا.
- توقيع سوق الأسهم السعودية «تداول» اتفاقية مع بورصة دمشق، كما تم إطلاق عدد من الصناديق المشتركة لضخ استثمارات في المشروعات السياحية والعقارية والبنية التحتية، بهدف توسيع الاستثمارات ودراسة المزيد من الفرص.
- افتتاح شركة «بيت الإباء»، وهي شركة أسسها رواد أعمال سوريون، مكتبها في سوريا، لإنشاء مشروع عقاري متعدد الاستخدامات في مدينة حمص.
- تم الاتفاق الأسبوع الماضي مع شركة خاشقجي القابضة مع شركة سورية للدخول في تضامن استراتيجي مع شركة سينوما الصينية لتأسيس مصنع أسمنت بطاقة 6 آلاف طن يوميًا، بالإضافة إلى مشروع شركة أسمنت البادية التي وفرت 200 مليون دولار للتوسعة.
- توقيع وزارة السياحة السورية اتفاقية مع شركة «لوبارك كونكورد» السعودية لتطوير واستثمار عدد من المنشآت السياحية السورية، تطوير منتجع رأس البسيط في اللاذقية، ومنتجع صحارى في دمشق.
- أعلنت مجموعة غربال العالمية شراء أراض لبناء فلل وشاليهات ومنتجع سياحي في جعفور.
- استضافة وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، نظيره السوري محمد البشير في الرياض، وإطلاعه على المشروعات السعودية في مجال الطاقة التقليدية والطاقة المتجددة. ونتج عن هذه الزيارة توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في هذا المجال.