في بيئة الأعمال التنافسية اليوم، لا يكفي أن تملك فكرة جيدة لتنجح كمؤسسة ناشئة. الأفكار وحدها لا تبني شركات، بل الاستراتيجية الواضحة والتنفيذ المنضبط. التفكير الاستراتيجي هو الأداة التي تمنح المؤسسات الناشئة القدرة على البقاء وسط منافسين أقوى، والنمو رغم محدودية الموارد.
التفكير الاستراتيجي يبدأ بفهم عميق للسوق: من هم اللاعبون الرئيسيون، وما الفرص غير المستغلة، وأين تكمن نقاط الضعف التي يمكن استغلالها لصالحك؟. الناجحون لا يدخلون السوق لمجرد الوجود، بل بموضع محدد يعرفون كيف يدافعون عنه ويطورونه.
العنصر الثاني هو وضوح الرؤية والأهداف: المؤسسة الناشئة التي لا تعرف أين تريد أن تكون بعد ثلاث أو خمس سنوات، ستجد نفسها تدور في دوامة ردود الأفعال بدلًا من قيادة المبادرات. الرؤية تمنح الفريق بوصلة، وتساعده على اتخاذ قرارات منسجمة مع الهدف الكبير.
أما العنصر الثالث فهو القدرة على التكيف: في عالم يتغير بسرعة، المؤسسات الناشئة التي تلتزم بخطط جامدة تفقد قدرتها على المنافسة. التفكير الاستراتيجي يعني الموازنة بين الالتزام بالرؤية والمرونة في الطرق المؤدية إليها.
التفكير الاستراتيجي ليس رفاهية، بل ضرورة للبقاء. هو ما يميز مؤسسة ناشئة تصمد وتزدهر، عن أخرى تنطفئ بعد شهور من انطلاقتها. وفي النهاية، النجاح ليس لمن يملك أكبر الموارد، بل لمن يعرف كيف يستخدمها بذكاء لتحقيق أثر مستدام.
** **
- إبراهيم يوسف المالك