علي حسين (السعلي)
نعرّف الثقافة فنقع في تعريف كل يأخذ منه بطرف، فالبعض يرى أن الثقافة الإلمام بكل ما يتعلق بالثقافة، والآخر يقول: الثقافة أن تأخذ من كل العلوم والمعارف بطرف، بينما أرى الثقافة من وجهة نظري:
«أن تعرف شيئاً من كل شيء»... حسناً ماذا يبصره الناقدان الغذامي والبازعي من منظورهما لمفهوم الثقافة، فيقول الغذامي: إن الثقافة تتجاوز المعنى التقليدي المرتبط بالأدب والفنون، لتشمل كل ما ينتجه المجتمع من أنماط سلوكية ومعتقدات وأنظمة فكرية، وتعد أداة للهيمنة والتأثير على الأفراد والمجتمع، يركز الغذامي على «النقد الثقافي» كأداة لتحليل وفهم هذه الأنساق الثقافية المضمرة، وكشف تأثيرها على سلوك الأفراد والمجتمعات،
بينما يرى الدكتور سعد البازعي:
حاول سايبر وضع مفهومٍ شاملٍ للثقافة، فقام بوضع ثلاثة تعريفاتٍ تُكمّل بعضها، وهي: «أيّ صفةٍ يتّصف بها الإنسان يكون مصدرها الإرث الاجتماعي». «مجموعة من الأفكار والمعلومات والخبرات التي تنتشر في مجتمع ما بسبب التأييد الاجتماعي لها، ويكون أساسها التراث».
من هنا أضع مقالي هذا حول الثقافة مقتسما كتابتها بيني وبين زوجتي في شهر العسل لكن في مضمون السفر فأقول:
تختلف الشعوب من دولة لدولة في حسن المعاملة والاحترام والأدب الجمّ بين الأفراد أنفسهم ولغيرهم حتى بالسلام والترحيب، أول محطة لنا كانت في ماليزيا في طيران دام قرابة تسع ساعات، لكن ازدواجية التعامل، حيث كنا قبل الإقلاع متخوفين بينما في الطائرة زال الخوف من حسن الاحترام والتقدير من في داخل الطائرة، ومن ثم مكثنا في كوالالمبور ثلاث ساعات «ترانزيت» للتوجه لمحطة أخرى إلى مطار جاكرتا وهنا لا بد أن نقف وقفات أظنها مهمة:
الأولى (بونشاك) منطقة جبلية طابعها ريفي، مناظرها خضراء تشرح الصدر وتنعش القلب ومما يميزها الأدب، الذي يحتضنه أهل هذا الريف من ابتسامة لا تنفك عن وجوههم احتراما للجميع، بمن فيهم السيّاح مثلنا وانتشار المساجد بكثرة، فصادف صلاة الجمعة، فجذبني وجود الصغير قبل الكبير لأداء صلاة الجمعة ومما أدهشنا ركض الجميع لأداء الصلاة، تاركين كل شيء وراءهم وأن الإمام قرأ خطبتي الجمعة باللغة العربية بإتقان واستماع من المصلين وعند انتهاء الصلاة أخذوا يرددون الصلاة على النبي والدعاء للأحياء والأموات بإلقاء وصوت جميل بإعادته لأكثر من مرة، فجذبني الرمح في قبضة الإمام وهو يخطب، هنا تذكرت عصا النبي الكريم حينما كان يخطب، لكن هذا العصا مع الإمام بها رأس رمح فتلاطفت مع الإمام وسؤاله عن الرمح فقال: إنه هدية فشكرته، والتقيت بزوجتي بعد الصلاة بحديث لطيف بملاحظتها حول وجود في قسم مصلى النساء كمية كبيرة من شراشف الصلاة وسجادات نظيفة ومرتبة مع رائحة جميلة جدا ولطف في تعامل نسائهم في الترحيب والسلام والوداع.
(سطر وفاصلة)
ومن هنا ستكون هناك فكرة عن ثقافة السفر والشعوب بين الدول سأنقلها لكم في رحلتنا القادمة بإذن الله وستكون بالمحطة والمرحلة الثانية الذهاب الى بالي ثقافه شعب وتراث امة وعادات وتقاليد مختلفة عن طبيعتنا دينياً واجتماعياً لا تملك إلا أن تحترمها.