عبداللطيف بن سعود الدعفس

لطالما كانت محافظة الزلفي، بتاريخها العريق ومكانتها الجغرافية والسياحية، تتطلّع إلى مشاريع تنموية تُعزز مكانتها وتلبي احتياجات أهلها وزوارها. ومن أبرز هذه المشاريع التي طال انتظارها، مشروع محطة القطار الذي أعلن عن توقيع عقد إنشائه بحضور سمو نائب أمير منطقة الرياض، في حدث يُعد نقطة تحول كبيرة وثمرةً لجهود أبنائها ودعم القيادة الرشيدة.

هذا الإنجاز ليس مجرد بنية تحتية، بل هو ثمرة كفاح ووفاء أبناء الزلفي الذين سعوا لإبراز أهمية المشروع لموقع محافظتهم الاستراتيجي، وتواصلوا مع الجهات المعنية حتى تحقق الحلم بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، في إطار أهداف رؤية 2030 التي جعلت التنمية الشاملة هدفًا لكل المناطق.

الأثر الاقتصادي والاجتماعي والسياحي

وجود محطة القطار سيحقق مكاسب عديدة، منها:

* اقتصاديًا: تحريك عجلة الاستثمار والتجارة، خلق وظائف للشباب، وتسهيل نقل البضائع والمنتجات الزراعية والصناعية.

* تنمويًا: تطوير البنية التحتية والطرق، توسع النطاق العمراني، ورفع مستوى الخدمات المصاحبة مثل الفنادق والمطاعم والأسواق.

* اجتماعيًا: تسهيل تواصل الأهالي مع مدن أخرى، تقليل الحوادث المرورية، وزيادة رضا المواطنين عن الخدمات.

* سياحيًا: تعزيز الوصول إلى معالم الزلفي الطبيعية كالنفود والمنتزهات، وتنشيط السياحة الداخلية خاصة بعد تسجيل قرية علقة التراثية كموقع تراث ثقافي بما ينعكس على اقتصاد المحافظة.

فرحة الأهالي والفوائد العامة

الفرحة غمرت أهالي الزلفي بعد انتظار طويل، وتناقلوا الخبر بفخر وامتنان للقيادة. ومن أبرز الفوائد المنتظرة: تسهيل التنقل، خفض تكاليف السفر، تعزيز السلامة، تقليل الازدحام والانبعاثات الكربونية، دعم التعليم والصحة، وتمكين حضور الفعاليات الثقافية والرياضية.

ويستمر طموح الزلفاوي وسط هذا الإنجاز، حيث يبرز تساؤل الأهالي: هل تكتمل الفرحة بتحويل جزء من مطار كلية الملك فيصل الجوية إلى مطار إقليمي يخدم الزلفي والمناطق المجاورة؟ هذا الطموح مشروع بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي، وسيكون مكملا لمحطة القطار وداعمًا لمكانتها كمركز لوجستي.

إن توقيع عقد محطة القطار في الزلفي نقلة نوعية تُضاف لمسيرة التنمية التي تشهدها المملكة، ودليل على أن الأحلام تتحقق بالصبر والعمل والدعم الكبير من القيادة. سيبقى هذا المشروع شاهدًا على تكامل جهود الدولة وأبناء الوطن، فيما يبقى الأمل قائمًا بمزيد من الإنجازات التي تعزز رفعة المملكة وازدهارها.

** **

- الزلفي