فارس بن عبدالرحمن العبدالكريم
مدينة جاهزة لاحتضان استثمارات كبرى وتخفيف ضغط التوسع عن الرياض .. في ظل الحراك الاقتصادي الهائل الذي تشهده العاصمة الرياض، ومع تسارع مشاريعها لتصبح في مصاف العواصم العالمية، ترتفع أسعار العقارات وتزداد التكاليف التشغيلية، وهي سمات طبيعية للمدن الكبرى حول العالم. هذه المؤشرات، ورغم كونها دليلاً على النمو، تفرض تحديات جديدة على المستثمرين ورواد الأعمال، وتفتح في الوقت ذاته فرصاً لمدن محيطة لتلعب دور «المساند الاقتصادي» للعاصمة.
هنا تبرز المجمعة كنموذج مثالي لهذا الدور. فهي تقع على مسافة قريبة من الرياض، وتتمتع ببنية تحتية متكاملة، وخدمات أساسية وترفيهية، وموقع استراتيجي يربط شرق المملكة بغربها وشمالها بالعاصمة. هذه المزايا تجعلها مؤهلة لاحتضان مشاريع وأنشطة يمكن أن تُقام بجوار العاصمة بدلاً من داخلها، مما يخفف الضغط على الرياض ويدعم خطط التنمية الإقليمية.
وقد حظيت المجمعة باهتمام الحكومة الرشيدة أيدها الله، من خلال إنشاء جامعة المجمعة، ونقل كلية الملك فيصل الجوية إليها، إضافة إلى مشاريع حكومية كبرى عززت جاهزيتها للاستثمار. واليوم، ما ينقصها هو استقطاب مشاريع خاصة ضخمة (ميغا) تُنتج وتُصدر منتجات وخدمات للأسواق المحلية والعالمية، مع إعطاء الأولوية لتوظيف أبناء المحافظة، الأمر الذي يعزز الناتج المحلي ويرفع جودة الحياة.
التجارب العالمية تثبت نجاح هذا النموذج، فمدن كبرى محيطة بعواصم عالمية - مثل روتردام بجوار أمستردام، أو أرلنغتون قرب واشنطن، أو سان دييغو قرب لوس أنجلوس - لعبت أدواراً اقتصادية محورية بفضل قربها من العاصمة، فجمعت بين مزايا الموقع وفرص الاستثمار.
المجمعة قادرة على أن تكون النموذج السعودي لهذا المفهوم، لتتحول إلى مركز إنتاجي وخدمي مساند للعاصمة، وداعم لمكانة المملكة على خريطة الاقتصاد العالمي.
دعوة للاستثمار: المجمعة اليوم جاهزة، بموقعها وبنيتها التحتية وطاقاتها البشرية، لتكون وجهة استثمارية واعدة. هي فرصة ذهبية أمام القطاع الخاص لإطلاق مشاريع (ميغا) تدعم الاقتصاد الوطني وتحقق عوائد مستدامة، مستفيدة من قربها من الرياض ومن موقعها الاستراتيجي الذي يجعلها بوابة تربط أرجاء المملكة ببعضها والعالم.
** **
- عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بمحافظة المجمعة