أحمد بن محمد الغامدي
هناك ليالٍ لا تشبه سواها؛ ليالٍ يسطع فيها نور الإنجاز، فتغدو صفحةً خالدة في سجل الفخر والاعتزاز. ومن بين تلك الليالي الاستثنائية، ارتقت ليلة الاحتفاء بجائزة الدكتور عائض القرني للتميز في محافظة بلقرن لتتجاوز كونها حفل تكريم عابر، وتغدو لوحة فنية حاكتها أنامل الوفاء ورسمت ملامحها بصمات المبدعين في شتى الميادين.
اختيار شخصية بحجم الدكتور عائض القرني، ليُطلق اسمه على هذه الجائزة، لم يكن محض صدفة، بل تجسيد لرؤية واعية تدرك أن الأسماء الكبيرة تُلهم الإنجازات الكبيرة. فالجائزة لا تكتفي بالتصفيق للألقاب أو عدّ الشهادات، بل تذهب إلى أعمق من ذلك؛ حيث تُنصت لنبض الإبداع الحقيقي وتحتفي بصنّاع الأثر الذين يتركون بصمة باقية في مسيرة التنمية.
لقد كان حضور الدكتور القرني في تلك الليلة وكلماته التي انسابت كغيثٍ مُنعش حيكت حروفه من حرير البصيرة، فغدت منارةً تُوقظ الطموح في النفوس وتُشعل في القلوب جذوة الأمل.
ولم يكن الحفل مجرد مناسبة محلية، بل رسالة وطنية بليغة أكدت أن الإبداع لا يعرف جغرافيا، وأن المتميزين يملؤون كل أرجاء الوطن بإنجازاتهم في ميادين العلم، والثقافة، والعمل الخيري، والاقتصاد. لقد برزت الجائزة كمنصة لتسليط الضوء على النماذج المجتمعية الملهمة، ورسالة تؤكد أن التميز هو الطريق الأمثل لصناعة المستقبل.
في زمن تتسارع فيه التحولات وتتضاعف الحاجة إلى الإبداع والابتكار كوقود لمسيرة التنمية، جاءت جائزة الدكتور عائض القرني للتميز لتضيء الدروب، وتتماهى في جوهرها مع رؤية السعودية 2030 التي تنشد مجتمعًا حيويًا، طموحًا، ومزدهرًا. فهي لا تمنح التكريم فحسب، بل تبعث برسالة تحفيز لكل صاحب موهبة أو فكرة أو مبادرة، ليقدّم الأفضل ويشارك بفاعلية في صناعة غدٍ أجمل.
لقد كان الحفل لوحة من البهاء؛ أبدع التنظيم تفاصيلها، وزانها حضور مهيب، وتوّجها أوبريت حيّ المشاعر وأشعل القلوب حماسًا. إنها ليلة الوفاء للإبداع، ووقفة عرفان مع صناع الأثر الذين يستحقون أن يُكتب تاريخهم بماء الذهب.
شكرًا للدكتور عائض القرني، الذي لم يكتفِ بتكريم المبدعين، بل جسّد هو نفسه أول معاني التميز والإلهام، فامتد عطاؤه ليضيء الدروب ويُلهب الطموحات، وليظل شعلة لا تنطفئ في مسيرة الإبداع.