سليمان الجعيلان
صدق أو لا تصدق عزيزي القارئ أن الحكم السابق والمحلل التحكيمي الحالي فهد المرداسي ظهر في أحد البرامج الرياضية وطالب بإبعاد الحكم محمد الهويش عن قيادة المباراة النهائية لكأس السوبر السعودي التي جمعت فريقي الأهلي والنصر أمس السبت فقط لأن محمد الهويش سبق وأن طرد اللاعب كريستيانو رونالدو في نفس المسابقة في النسخة قبل الماضية، وتحديداً في مباراة الهلال أمام النصر على ملعب «محمد بن زايد» بأبو ظبي في نصف نهائي كأس السوبر السعودي والتي انتهت بانتصار الهلال بهدفين لهدف!!.. وليست هذه القضية والتي هي امتداد واستمرار لمحاولة ترسيخ وتكريس ان صفقة كريستيانو رونالدو هي صفقة استثنائية وتستحق معاملة خاصة داخل وخارج الملعب، حتى وإن كان على حساب عدالة المنافسة بل إن المشكلة الحقيقية كأن فهد المرداسي يطالب ويناشد لجنة الحكام بالاتحاد السعودي أن تعامل محمد الهويش كما تعاملت لجنة الحكام مع المرداسي نفسه آنذاك وتحديداً في (07 أغسطس 2014) عندما قاد فهد المرداسي مباراة الشباب والنصر في كأس السوبر على أستاد الملك فهد الدولي، وانتهت تلك المباراة بفوز مستحق لفريق الشباب وأصدرت بعدها إدارة نادي النصر بيانا إعلاميا جاء في مضمونه ( (ومن هذا المنطلق فإننا في نادي النصر نطالب المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم وعلى رأسهم رئيس الاتحاد الأستاذ أحمد عيد بما يلي: أولاً زيادة عدد المباريات المسموح فيها بإحضار حكام أجانب، وثانياً ومن واقع تعدد أخطاء الحكم فهد المرداسي واستمراريتها في المباريات التي يكون النصر طرفاً فيها فإننا نتحفظ على تكليفه بقيادة أي مباراة للنصر مستقبلاً..) انتهى بيان إدارة النصر وتحققت مطالبهم بابعاد فهد المرداسي عن مباريات النصر طوال موسمين كاملين ربما يتذكرهما جيداً فهد المرداسي، وكيف أن تلك المباراة كانت هي (الأخيرة) لفهد المرداسي في قيادة مباريات النصر في كافة المنافسات وكل المسابقات، والسبب ذلك البيان الشهير، وأيضاً ذلك التشهير الإعلامي والجماهيري النصراوي الذي مارسوه ضد المرداسي بالأمس، وللأسف يمارسه اليوم المرداسي ضد محمد الهويش ليس لأنه سبق وأن طرد رونالدو قبل موسمين فحسب، وإنما لوضع محمد الهويش تحت الضغط، وربما لكي يخفق وتذهب البطولة لمن لا يستحقها بسبب أخطاء تحكيمية مؤثرة، ولكن في النهاية فشل المرداسي في تحريضه وضغوطاته وتفوق محمد الهويش في قراراته وإدارته للمباراة وذهت بطولة السوبر السعودي لمن استحقها، بينما فشل من أراد توجيهها لتكون بطولة رونالدو في معطياتها وفعالياتها، وهذا ليس سراً بل كان معلناً وإعلامياً، وإن شئتم عودوا لحديث أحد الإعلاميين عندما ظهر في أحد البرامج الرياضية وتحدث بكل صراحة أن نجاح مشروع الرياضة السعودية مرتبط بتحقيق لاعب النصر كريستيانو رونالدو لبطولة لمجرد أن اسمه كريستيانو رونالدو!!.. وعلى كل حال ما يجب أن يعلمه ويعيه بعض الإعلاميين والحكام السابقين أن البطولات ليست هبات أو أعطيات تمنح لهذا النادي أو ذاك اللاعب، وكذلك ما يجب أن يفهمه ويدركه هؤلاء الإعلاميون والحكام السابقون أن الرياضة السعودية لا يمكن أن تكون رهينة وأسيرة لكذبة وفرية اختزال فكرة نجاح أو فشل مشروع الرياضة السعودية مرتبط بتحقيق كريستيانو رونالدو بطولة هذا من ناحية، ومن ناحية ما ينتظره وينشده الوسط الرياضي والجمهور السعودي ألا تجد مثل هذه الانطباعات والأطروحات آذانا صاغية من بعض اللجان والحكام سواءً مع رونالدو أو ناديه لأن أهداف وأبعاد مشروع الرياضة السعودية أبعد وبكثير من هذه النظرة القاصرة في تحقيق كريستيانو رونالدو بطولة!!.
السطر الأخير
إخفاق وإحباط جديد ألحقته اللجان القضائية بالمنظومة الرياضية بعد اعتذار الهلال عن المشاركة في كأس السوبر السعودي، وما تبعه من قرارات وتخبطات جديدة ومحبطة ساهمت في تعزيز وتعميق الفوضى القانونية التي تعمل بها وتتعامل معها هذه اللجان القضائية لأن ليس من المعقول أو المقبول أن لجنة الانضباط اعتبرت اعتذار الهلال هو امتناع عن المشاركة وتعاقبه على أثره، بينما لجنة الاستئناف تلغي قرارات لجنة الانضباط وتعتبر الهلال خاسرا مباراة القادسية وتصدر عقوبات أخرى دون أدنى اعتبار لحق فريق القادسية في لعب المباراة النهائية، وهذا ما يدعو فعلاً لضرورة إعادة النظر في عمل هذه اللجان القانونية لأن من الخطأ الصمت عن أخطاء هذه اللجان القضائية المتكررة والمتراكمة بحجة فقط أنها لجان مستقلة!!.. نقطة آخر السطر.