محمد العشيوي - «الجزيرة»:
اختُتمت أمس الأول النسخة الأولى من مهرجان «الطار»، الذي أقامته هيئة الموسيقى على مسرح أبو بكر سالم بمنطقة البوليفارد في الرياض، خلال الفترة من 20 إلى 23 أغسطس، بالتزامن مع بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، بعد أربع ليالٍ غنائية متتالية، قدّم خلالها ثمانية فنانين وفنانات باقة من الألوان الموسيقية السعودية المتنوعة. وافتُتحت الليلة الأولى بمشاركة دحوم الطلاسي وتهاني السلطان، تلاهما في الليلة الثانية إبراهيم السلطان ورحاب الشمراني، فيما أحيا تركي الجازع وخديجة معاذ الليلة الثالثة، ليُسدل الستار في الليلة الرابعة على صوتي همس فكري وإبراهيم الحكمي.
ونُظّم المهرجان من قِبل هيئة الموسيقى ضمن الفعاليات المصاحبة لـ كأس العالم للرياضات الإلكترونية، وجاء في إطار رؤيتها الشاملة الرامية إلى تقديم منصة تُبرز الموروث الموسيقي السعودي، وتمكين الفنانين، وتوفير تجربة استثنائية ومتكاملة للزوار، وشهد المهرجان تنوعًا ثريًا في الفنون الشعبية والإيقاعات السعودية، في انعكاس واضح لثراء الثقافة الموسيقية المحلية، كما ركّز على إبراز الموروث الغنائي السعودي من خلال ألحان وطنية قدّمتها فرق سعودية متكاملة.
وفي تعليقها لـ(الجزيرة)، أكدت الفنانة تهاني السلطان أن المهرجان يحمل قيمة ثقافية وفنية كبيرة، كونه يمثل الفنون السعودية من اسمه، ويربط بين التراث والهوية، ويمنح الفنانين السعوديين مساحة للتعبير عن أنفسهم وعرض مواهبهم بأسلوب حديث ومميز. وأضافت أن هذا التوجّه من وزارة الثقافة يُعد خطوة مهمة في دعم الفنانين السعوديين، كونه يُوحد الجهود تحت مظلة واحدة تُعزز التعاون، وتوفر بيئة محفزة للإبداع وتبادل الخبرات، ما يُسهم في نمو الإنتاج الفني وزيادة الحضور المحلي والعالمي للفنون السعودية، مؤكدة أن اختيار الأغاني جاء بعناية ليعكس تنوع الأذواق، مع مراعاة التوازن بين الطابع الكلاسيكي والحديث، إلى جانب ارتباطها بهوية كل ليلة فنية، بما يضمن تفاعل الجمهور ويبرز عمق الأغنية السعودية.
وأكد الفنان إبراهيم السلطان أن هيئة الموسيقى منحت للموروث مساحة ليستمتع بها الجمهور من خلال الحفلات الغنائية التي تقدمها، مشيرًا إلى أن شعوره بالمشاركة كبير جدًا، خصوصًا ضمن رؤية واضحة ومميزة ومسار موسيقي يثري الحضور بالدعم الكبير المقدم من وزارة الثقافة.
وأضاف أن الأغنية الشعبية قريبة إلى قلبه، ودائمًا ما يتألق في تقديمها على المسرح.
من جانبها، أوضحت الفنانة رحاب الشمراني أن الطار يُعد ركيزة أساسية في تقديم الموروث السعودي ضمن الأغنية، مؤكدة أن الحفلات التي قُدمت عكست الإيقاعات السعودية ومنحت الجمهور أبعادًا ثقافية وفنية مميزة، وبيّنت أن المهرجان يحمل قيمة فنية وثقافية كبيرة من خلال مسماه الذي يرمز للأغنية والفن السعودي الأصيل.
وأضافت هذه الحفلات التي قدمتها (هيئة الموسيقى) تمازج بين الفنون السعودية وأبعاد موسيقية وثراء للفنون المنوعة، وحظي المهرجان بإقبال جماهيري مميز نظرا لتنوع الفنون السعودية وشعبية الفنانين المشاركين الذين أضفوا طابعا حماسيا ومشوقا للحضوربتقديمهم الوانا منوعة من الموروث السعوي في الأغنية.
وكان المهرجان قد وثق التنوع الثقافي بين الرياضات الإلكترونية، والموروث الموسيقي السعودي، وإبراز جماليات (الطار) كجزء من الهوية الثقافية السعودية، ووفرت الفعالية المصاحبة لكأس العالم للرياضات الإلكترونية منصة لتقاطع الجمهور بين الترفيه التقليدي والحديث، وتعزيز الهوية الوطنية لدى الحضور، لتصبح تجربة مهرجان الطار نموذجًا لكيفية دمج التراث بالحداثة، لتصبح الفعاليات الموسيقية التقليدية جزءًا من المشهد الرقمي الحديث، وتفتح آفاقًا واسعة لتطوير الفنون السعودية في عالم الألعاب الرقمية والأنشطة التفاعلية المستقبلية، ويمثّل المهرجان خطوة نوعية في إبراز الهوية الموسيقية السعودية، كما يسهم في تعزيز حضور الثقافة الموسيقية السعودية في المحافل الدولية نظراً لتزامنه مع بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي تستقطب اهتمام وحضور عدد واسع من الجماهير من حول العالم.
من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى باول باسيفيكو، أن المهرجان يُعدُّ فرصة مميّزة لاستعراض التنوع الثري لإيقاعات الطار، وتعزيز حضوره كأحد الركائز الأساسية للهوية الموسيقية السعودية، مبينًا أن الهدف من الحدث وصل الماضي العريق بالحاضر، وإلهام الأجيال الشابة من الفنانين لتوظيف إيقاعات الطار في إبداعاتهم الفنية.
ويمثّل مهرجان الطار خطوة نوعية ضمن جهود هيئة الموسيقى في تعزيز التواصل الثقافي في قطاع الموسيقى، حيث جاء متزامنًا مع بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، التي يحضرها عدد كبير من الجماهير من حول العالم، على الأرض وعبر القنوات الرقمية.