د.نايف الحمد
رغم أنه آخر الواصلين للبطولة، نجح النادي الأهلي في خطف لقب السوبر السعودي من أمام النصر في هونغ كونغ، وأعاد الذكريات الجميلة لجماهير فرقة الرعب الأهلاوية.
في هذه البطولة، استثمر الراقي هدية الهلال الثمينة باعتذاره عن المشاركة، حيث أُتيحت له فرصة مواصلة احتفالات جماهيره بعد أن حقق بطولة النخبة الآسيوية في الموسم الماضي. وكان ضيفًا ثقيلًا على فرق البطولة؛ إذ افتتحها بخماسية في شباك القادسية بنصف النهائي، قبل أن يقصي النصر في المباراة النهائية الدراماتيكية التي تأخر فيها مرتين بالنتيجة، لكن شخصية البطل وهويته الجديدة فرضتا نفسيهما في نهاية المطاف، ليضم السوبر إلى الآسيوية ويعلن انطلاق حقبة جديدة في تاريخ قطب جدة الكبير.
في الأهلي، وبعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على أربعة أندية - كان الأهلي من بينها - تغير كل شيء، وتقدم النادي خطوات طويلة رغم أنه الأقل دعمًا بين الفرق الأربعة، غير أن العمل المميز والاستقرار الذي يعيشه أسهما بشكل واضح في نجاحاته. ولك أن تتخيل أن النادي قد هبط إلى دوري الدرجة الأولى في حادثة كان صداها كبيرًا بالنظر إلى إرثه العريق، لكنه عاد بقوة محققًا المركز الثالث في الدوري في السنة التالية لهبوطه، وهو ما أهّله للمشاركة الآسيوية في الموسم الماضي التي شهدت تألقًا لافتًا تُوّج بتحقيق بطولة النخبة الآسيوية في نسختها الجديدة، وكسر عناد هذه البطولة التي استعصت عليه بعدما خاض نهائيها مرتين من قبل.
ورغم أن بطولة السوبر تُعد الثالثة محليًا من حيث الأهمية، إلا أن فوز الأهلي بها سيعزز من قيمة النادي، ويؤكد تفوقه وقدرته على المنافسة القوية على بقية ألقاب الموسم، كما سيسعد عشاقه الذين ساهموا بشكل كبير في عودة الفريق من الباب الكبير في الموسم الماضي. هذا التفوق الأهلاوي سيشعل المنافسة بشكل أكبر في الدوري السعودي، وسيمنح المسابقات المحلية والقارية إثارة ومتعة تعزز من قيمة كرتنا السعودية.
في المقابل، واصل النصر فشله في تحقيق أي بطولة محلية خلال السنوات الأخيرة، رغم التعاقدات الضخمة التي ظل يبرمها منذ بداية عملية الاستحواذ على الأندية، والتي تفوق ما صُرف على الأهلي بكثير. والغريب أن النصراويين ما زالوا يطالبون بمزيد من الضخ المالي والتغييرات في خارطة الفريق، في وقت تعاني فيه الأندية الأخرى من شحّ الموارد!.
نقطة آخر السطر
جاء قرار لجنة الاستئناف بشأن قرار لجنة الانضباط المتعلق باعتذار الهلال عن المشاركة في بطولة السوبر غريبًا في مضمونه، غير متطابق مع سير الأحداث، وفي توقيت خاطئ.
وما لفت انتباهي هو مخالفة القرار لمبدأ قانوني ينص على أن «لا يُضار معترض باعتراضه»، إذ شدّد القرار العقوبة على الهلال في مخالفة واضحة لهذه القاعدة القانونية.
من الواضح أن ارتباكًا كبيرًا قد شاب عملية اتخاذ القرارات الخاصة بهذه القضية، ونتمنى أن يصحح مركز التحكيم الرياضي هذه الأخطاء، خصوصًا أن الأخبار الواردة من القلعة الزرقاء تفيد بالتوجه نحو التصعيد وصولًا إلى أبعد نقطة في التقاضي.