فهد المطيويع
نعم، هذا ما يردده إعلام النصر في كل اتجاه. فالهلال اعتذر عن المشاركة، الأهلي حضر، فواجه النصر وأسقطه، لتطير البطولة التي كانت حسب اعتقاد النصراويين في المتناول.
في البداية، كان انسحاب الهلال مفرحاً لعدد كبير من المتابعين. فالهلال قادم من مشاركة عالمية مبهرة، وحضوره في البطولة يشكِّل تهديداً حقيقياً على الجميع، خاصة أنه بطل النسخة السابقة. لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن الأهلي البديل والذي دخل البطولة بثقة وروح عالية، نجح أولاً في إقصاء القادسية المظلوم في هذه المسابقة، ثم واجه النصر وانتصر عليه. ورغم كل ما يُقال من جانب النصراويين عن سهولة تحقيق اللقب، إلا أن الأحداث أثبتت العكس تماماً.
وبدلاً من مواجهة الحقيقة والاعتراف بالأسباب الفنية للخسارة، عاد إعلام النصر للبحث عن شماعة يعلق عليها الإخفاق. فتم توجيه الأنظار إلى اعتذار الهلال: لماذا اعتذر؟ لماذا لم يجبر على المشاركة لماذا لم يتدخل الاتحاد السعودي لحماية مسابقاته؟ وكأن هذه المسابقة ليست تحت مظلة قوانين وأنظمة! بصراحة الحديث عن أن غياب الهلال هو سبب خسارة النصر مجرد هروب من مواجهة الحقيقة المرة بعيداً عن الهلال!
طبعاً جماهير النصر عبرت عن غضبها بعد الخسارة، وانقسمت بين من يحمِّل اللاعبين المسؤولية ومن يبحث عن شماعات خارجية. في المقابل، جمهور الهلال تعامل مع غياب فريقه بهدوء، مكتفياً بالإنجاز العالمي الأخير وبحقيقة أن اسم الهلال ظل حاضراً رغم الغياب. أما جمهور الأهلي، فقد عاش لحظات فرح استثنائية، بعد أن حصد فريقه لقباً لم يكن على البال ولا على الخاطر وعلى حساب النصر، مؤكداً أن روح البطولة لا تعترف إلا بمن يقاتل في الملعب.
لهذا وجد إعلام النصر نفسه في مأزق. فهو من روَّج سهولة الطريق للقب، وبعد الخسارة، تغير الحديث فجأة إلى غياب الهلال! في حين ركز الإعلام الهلالي على مشاركة الفريق العالمية التي رفعت اسم الكرة السعودية في المحافل الدولية، ما يعكس الفرق بين إعلام مشغول بالواقع وآخر يهرب نحو التبريرات. وعلى نياتكم ترزقون، فالزعيم مميز ، حتى في غيابه يظل الرقم الصعب سواء شارك أم لم يشارك.
على أي حال الهلال مظلوم إن غاب ومظلوم إن حضر، وهذه هي الحقيقة التي لا يريد البعض الاعتراف بها. أما النصر، فلم يبق أمامه سوى كلمة واحدة: «هاردلك» يا نصر. فالبطولة ذهبت للأهلي، والتاريخ يبقى شاهداً على أن الهلال هو الرقم الثابت في كل المعادلات.