محمد العبدالوهاب
بالرغم من أن هناك مقولة يرددها بعض ملاك دور النشر والتوزيع، بل جعلوا منها يافطة لافته للأنظار مفادها: (نقرأ لنعيش مرتين) وهي عبارة أحسب أنها من باب المبالغة يهدفون من خلالها إلى تشجيع الأديب والروائي والشاعر لطباعة مؤلفاتهم عندهم من باب التسويق والكسب المادي! إلا أن السؤال المتداول لدى العامة:
هل نحن مجتمع لايقرأ.. أو أنه لا يوجد هناك ما يستحق أن يُقّرأ.. أم أن (الآيباد) أصبح خير جليس في هذا الزمان؟
بالنسبة لي أميل كل الميل مع الشق الثاني من السؤال، وإن كان لا يوجد في الأفق إحصائيات علمية أو استبانة عشوائية تبين نسب ومستوى القراءة في مجتمعنا العربي إلا أن هناك معطيات وتجارب ومشاهد تؤكد تراجع مبيعات الكتب في المكتبات الثقافية العامة ومتاجر بيع وشراء الكتب المستعملة أو ما نشهده على أرصفة الحراج التي تباع فيها الكتب بأرخص الأثمان!
أقول: إن الأغلبية العظمى من المثقفين اليوم يستشهدون من خلال كتاباتهم وتغريداتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي بجاذبية قوية تجاه الحقبة الزمنية وما قبل التسعينات الميلادية من إعجاب وانتقاء مقولات راود الفكر والأدب والشعر -وقتذاك- بخلاف ما نشهده اليوم في (بعض) الإصدارات الأدبية الزاخرة جمالاً بأغلفتها الفاخرة جودةً أو تلك اللي تصنع الدهشة في مضامين عناوينها، ويبدو أن المحتوى اختلف تماماً وتحول من غذاء فكري إلى فكر تجاري بحت للكسب المادي من المبيعات.
ختاماً لعلني بهذا كله التأكيد كقارئ ومحب للثقافة ومتابع لحراكه الفكري لا أسعى للانتقاد السلبي أو المجحف بحق المثقفين أو المفكرين الحاليين بقدر تتطلعي بنتاج أدبي والعمل على تميزه ليواكب القفزات التنموية التعليمية والاقتصادية والسياحية والرياضية والتي مررنا بها خلال سنوات قصيرة والتي أتمنى أن يواكب الأدب الركب كمنتج يتماهى مع منجزات الوطن.