د.عبدالعزيز الجار الله

لدينا إشكالية في المصطلح أثناء كتابة التاريخ القديم لأراضي المملكة العربية السعودية من العصور الحجرية والعصور التاريخية وحتى العصور الإسلامية المبكرة والوسيطة، ودائما تدمج حدود المملكة الحالية مع الجزيرة العربية التاريخية، وإن كانت المملكة المحور الأساس في الجزيرة العربية:

تبلغ مساحة المملكة نحو (2) مليون كيلومتر مربع، تمثل المملكة نحو 70 % من مساحة الجزيرة العربية، البالغة نحو 2.8 مليون كيلو متر مربع. بعض الجغرافيين والباحثين والبلدانيين والدراسات القديمة يرون أن الجزيرة العربية القديمة حدودها من:

- الشمال: شرق البحر الأبيض المتوسط وبدايات نهرا دجلة والفرات.

- والجنوب: بحر العرب والمحيط الهندي.

- ومن الشرق: نهر دجلة ونهر الفرات، وامتدادهما جنوبا مجرى شط العرب والخليج العربي.

- ومن الغرب: البحر الأحمر وخليج العقبة والبحر الميت وجنوب البحر الأبيض المتوسط، ومؤخراً قناة السويس.

وبذلك تدخل ضمن الجزيرة العربية: أراضي بلاد الرافدين العراق والشام والهلال الخصيب، وجزيرة سيناء وأجزاء من الشمال الأفريقي، وشرقي تركيا الحالية. وبالتالي هي أجزاء واسعة من الشرق الأوسط في التصنيف السياسي الحديث.

هذه الجزيرة العربية كما يراها بعض الجغرافيين القدماء، أما الواقع السياسي والجغرافي الحالي فقد تم تحديد الجزيرة العربية بدول: السعودية ودول الخليج واليمن، وكما تمت الإشارة له تشكل السعودية 70 % من مساحة الجزيرة العربية ويشار لها بالشقيقة الكبرى. وهنا تأتي أهمية تحديد مواقع ومدن الحضارات القديمة وتسميتها باسم حضارات وسط الجزيرة العربية في أراضي المملكة العربية السعودية، على اعتبار أن:

- حضارة جنوب الجزيرة العربية: تضم اليمن وسلطة عمان وثقافة بحر العرب.

- حضارة وسط الجزيرة العربية: تضم دول الخليج على طول سواحل الخليج العربي ،والمملكة العربية السعودية جميع أراضي السعودية من جازان جنوب غربي، إلى الخفجي شمال شرقي، ومن الربع الخالي من الجنوب الشرقي، إلى تبوك شمال غربي.

تضم من الشمال مناطق: الشرقية، والحدود الشمالية، والجوف، وتبوك. من الجنوب مناطق:

جازان، وعسير ونجران، والشرقية. ومن الغرب: خليج العقبة والبحر الأحمر.

ومن الشرق: الخليج العربي، والربع الخالي.

- حضارة شمال الجزيرة العربية: هي حضارة العراق والأردن وبلاد الشام، وجزيرة سيناء.

وبهذا يكون المصطلح محددا وليس من المصطلحات المطاطية يضيع في ثناياها سجل وتاريخ المملكة بين حضارات الجنوب والشمال.