سليمان الجعيلان
لا يمكن وصف قرار قائد المؤسسة الرياضية سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بمعالجة جميع الجوانب التنظيمية المرتبطة بالقرارات الصادرة بشأن بطولة السوبر السعودي، وضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية التي تضمن استقرار تنظيم المسابقات والحفاظ على حقوق الأطراف ذات العلاقة، إلا صورة من صور التخبطات المزمنة للجان القضائية، ساهمت في تعزيز وتعميق الفوضى القضائية، وكذلك هو رسالة من رسائل سمو وزير الرياضة المسؤولة بأنه لقد بلغ السيل الزبى في تنامي وتمادي هذه الفوضى القانونية التي أصبحت تحرج المؤسسة الرياضية، وأنه نفد صبر وصمت القيادة الرياضية على أخطاء هذه اللجان القانونية المحرجة بحجة أنها لجان مستقلة!
وأيضاً لا يمكن وصف انتقاد عميد الصحافة السعودية الأستاذ خالد المالك لبعض الممارسات والقرارات للجان القانونية في الاتحاد السعودي لكرة القدم والتي تساهم في التشويش والتشويه لأهداف وغايات مشروع الرياضة السعودية، بل والتي تتعارض وتتناقض مع رؤية القيادة السياسية ونظرة المؤسسة الرياضية لمشروع الرياضة السعودية إلا صورة من صور مدى الأزمة الحقيقية والعميقة التي تعاني منها المنظومة الرياضية تسبب فيها اللجان القانونية وأنها رسالة من رسائل الأستاذ خالد المالك الإعلامية بضرورة ردع ومنع هذه الاجتهادات الخاطئة وهذه القرارات الارتجالية وأهمية وضع حد لهذه الممارسات المستمرة والمستفزة لكل محب وغيور على مشروع الرياضة السعودية ولاسيما أنها باتت أخطاء متكررة ومتراكمة من نفس اللجان القانونية دون مسائلة أو محاسبة من مسيري الاتحاد السعودي!.
وقد اعتقد الكثير من الرياضيين عقب هذه القرارات الرسمية الجادة وهذه الانتقادات الإعلامية الجريئة للفوضى القانونية أن الأمور ستعود لنصابها في تحسين إدارة وجودة المنظومة الرياضية ولكن ما حدث هو العكس فقد أثارت، بل وصدمت رابطة دوري المحترفين الجميع بنشر اللائحة التنظيمية للدوري السعودي على موقعها الإلكتروني والتي تضمنت وأوضحت المادة (15) فيها أن اللاعب الذي يشارك مع فريقه في أي مباراة بالدور الأول حتى لو انتقل لاحقًا إلى نادٍ آخر خلال فترة القيد الصيفية لن يتمكّن من خوض المباريات مع فريقه الجديد إلا بعد فتح باب الانتقالات الشتوية المقبلة في قرار لا يمكن وصفه إلا أنه يندرج تحت القرارات الارتجالية التي بالفعل تشوش وتشوّه مشروع الرياضة السعودية كما وصفها الأستاذ خالد المالك ويا ليت الأمور انتهت عند هذا الحد من العشوائية التنظيمية والاحترافية في المنظومة الرياضية فقد عاشت وعانت إدارات الأندية من هذه الضبابية في التعامل مع آلية وخطة استقطاب النجوم أقل من 21 عاماً هو ما اضطر هذه الأندية لمخاطبة الاتحاد السعودي بضرورة إعادة دراسة وضع هذه الفئة من اللاعبين وإعادة النظر في قرار آلية الاستفادة منهم لأنه ليس من المعقول أو المقبول أن تجبر الأندية على هذه الفئة العمرية وتضطر لدفع مبالغ مالية طائلة لهم لمجرد تحقيق هدف هامشي وهو خفض متوسط أعمار اللاعبين الأجانب في الدوري أثبتت المواسم الماضية فشله وعدم جدواه للأندية أولاً وللمشروع الرياضي ثانياً!
وعلى كل حال كما يحسب للقيادة الرياضية ممثلة بسمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وللقامة الإعلامية بشخصية مثل خالد المالك هذه القرارات التصحيحية وهذه الانتقادات الإعلامية قبل انطلاقة المسابقات السعودية المهمة فإن المسؤولية والكرة أصبحت اليوم في ملعب اللجان القضائية والتنظيمية للمنافسات الكروية بضرورة مواكبة ومجاراة هذه الرؤية والنظرة لمشروع الرياضة السعودية التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تظل أسيرة أو رهينة للاجتهادات الفردية والقرارات الارتجالية التي تقوِّض تقدم كرة القدم السعودية وتقضم من نجاح مشروع الرياضة السعودية.
السطر الأخير
عاد الهلال للمسابقات الداخلية وظهر للمرة الأولى في المباريات المحلية وبعد مشاركة عالمية مشرِّفة لفتت أنظار العالم وأسعدت جمهور الهلال الذي أبدى بعضه تخوفه وقلقه من عدم قدرة إدارة ناديه على حسم ملف تدعيم الفريق بصفقات أجنبية قبل إغلاق فترة الانتقالات الصيفية في الـ10 من سبتمبر القادم والذي يبدو أن مدرب الهلال السيد انزاغي يعيش ويشعر بنفس القلق هو ما يفسر ويبرر حديثه في المؤتمر الصحفي عقب مباراة الهلال أمام الرياض الجمعة الماضية، والتي كسبها بهدفين نظيفين عندما قال انزاغي إنه سيبقى بالرياض خلال فترة التوقف الحالية ولن أسافر وسأقوم بالعمل والعديد من الاجتماعات من أجل مستقبل الفريق.
وأعتقد أن مع هذه القلق المبرر لمدرب وجمهور الهلال فان الجميع يثق في قدرات وقدرة رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد في إدارة وإنهاء هذا الملف المهم لمدرب وجمهور الهلال قبل إغلاق الفترة ولذلك أثق بإذن الله أن وجه السعد لن يخذلهم ولن يخيب ظنهم وآمالهم!.. نقطة آخر السطر.