دهام بن عواد الدهام
جمال العرف هذه هي الحياة المكتوبة نأتي ونرحل لكنك كنت استثناءً أتيت هذه الحياة بصرخة وآخر لقائك وأنت على السرير الأبيض نتألم في دواخلنا ومحيَّاك ضاحك والابتسامة تتزاحم على شفاهك حياة تتزاحم فيها أبعاد الجغرافيا والسعي فيها أوهنت من قوانا وكل ما عدنا كان جمال الابتسامة والمرح.. آخر لقاء في هذه الدنيا الفانية قبل أيام قليلة كم كنت قوياً مؤمناً بمصابك لم تغفل حين تبث روحك الابتسامة حتى وأنت تصف وجعك وكأنك تتحدث عن سرد جميل.. كسرت طوق العناية بك وخرجت للقاء حفيدتيك اللتين تحبانك مثلنا وتحبهما أكثر ولهما في قلبك المتعب مكان لم يدن منه مشرط الطبيب، بل ربما تدفق هذا الحب في شرايينك التي أتعبها جريان السنين كنت جمال أقوى من الشريان وأكثر إيماناً بقدرك كم كنت يا جمال تبث فينا روح المحبة وصدق الإخاء مع كل ما دار من ذكريات.. جمال آخر رسالة بيننا كانت مفعمة بالمشاعر فياضة بالمحبة في غمار الفرحة بتدرج عودتك وصحتك لم تفصح الكلمات عمَّا تخفي خلفها من دنو أجل مكتوب وحتى في هذه الفرحة لم يسمح تفكيرنا أن يقلب مزاجنا صبرنا نفرح لفرحك.. جمال هنا قلوب تحبك بكتك خوفاً قبل رحيلك وهي تدرك أن ما من بدايات إلاّ ولها نهاية.. ترجلت بسلام وكأنها غفوة في دارك.. في يوم مبارك كما كنت في حياتك مبارك الوداع موجع والحزن للكل يدمي القلوب كل من منك وفيك والدتك حرمك أولادك وبناتك وأحفادك إخوتك وأخواتك محبيك أصدقاء وزملاء.. ماذا يا جمال تركت لنا حتى نلقاك، طيبة وابتسامة وروحاً تشع حياة وذكراً عاطفياً جميلاً صمت قلبك في لحظة كنّا نتطلع إلى كلمة منك وابتسامةنقول حزننا وحزنهم لا يكفي رحمة ربي الطف بك وبنا رحلت إلى دار خير من ديارنا دعواتنا للعلي القدير أن يحسن استقبالك ونزلك ويجعل مثواك جنة نعيم ومكانك عليين.. بك لاحقون و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.