د.نايف الحمد
منذ أن تم تشريع نظام المواليد الأجانب في الدوري السعودي وهو يتعرض لنقد كبير نتيجة للأخطاء الفادحة في صياغة القرار، حيث بدا واضحًا أنه يضيِّق على الأندية في إمكانية الاستفادة القصوى من وجودهم، وتمحور النقد حول اشتراط بقاء اثنين من اللاعبين الأجانب العشرة خارج قائمة المباراة، على اعتبار أن الأجانب 8 + 2 من المواليد، وهو ما يعني وجود طاقة مهدرة وخسارة مادية وفنية تتكبدها الفرق دون أسباب مقنعة، غير أن المشكلة لم تتوقف عند هذا الحد، بل إن القرار نصَّ على وجوب التخلي عن اللاعب إذا تجاوز السن المحددة (21 عامًا) حتى لو كان عقده ساريًا مع فريقه. وهذا ما حدث مع لاعب الهلال والموهبة البرازيلية ماركوس ليناردو، حيث سيضطر النادي إلى بيعه أو إعارته وخسارة هذا النجم الواعد، والخسارة هنا ليست فنية فحسب، بل مادية أيضًا!
من الواضح أن هذا القرار شابه الكثير من الارتجال والتسرّع، وحمل العديد من السلبيات التي أفرغته من أي مضمون إيجابي، وجعلته عبئًا على الأندية ومصدرًا للصداع بدلاً من أن يكون أداة لتطوير العمل الفني للفرق والرفع من مستوى الدوري.
في تقديري، لو أن القرار منح الأندية ثلاث سنوات لتقييم اللاعب والمحافظة على استقرار العمل الفني، لكان ذلك أجدى، خاصة أن عمر اللاعب في هذه الحالة لن يتجاوز الـ24 عامًا. كما أن الاستفادة من عشرة لاعبين أجانب في المباريات -حتى لو كان اثنان منهم على مقاعد البدلاء شريطة وجود ثمانية أجانب في الملعب- ستمنح اللاعبين فرصة للمشاركة وتقديم أنفسهم بشكل أفضل، وتضيف للفريق بعدًا فنيًا وللمباريات مزيدًا من الإثارة والمتعة.
الجميع بات يدرك ما يحمله نظام مشاركة المواليد الأجانب من قصور، ولم يبقَ سوى أن يتخذ المشرّع القرار الصائب لتصحيح هذا الخطأ والعمل على تطوير الأنظمة والقوانين بما يخدم الكرة السعودية.
نقطة آخر السطر
بداية مثيرة في أولى جولات الدوري هذا الموسم، حيث اكتسحت الفرق الجماهيرية منافسيها وبدا السباق على الصدارة ساخنًا.
الهلال ظهر بشخصيته الواثقة وتجاوز الرياض بثنائية، في حين عوَّض النصر خسارة السوبر بخماسية في مرمى التعاون الذي لم أره من قبل بهذا السوء. أما الاتحاد والقادسية فقد تجاوزا الأخدود والنجمة بأريحية، في حين واجه الأهلي المنتشي ببطولة السوبر بعض الصعوبات أمام الضيف الجديد الثقيل نيوم.
أعتقد أن هذا الدوري سيكون الأكثر إثارة وتنافسًا على احتلال المراكز المتقدمة، وستكون الغلبة في النهاية لصاحب النفس الطويل ومن يمتلك الأدوات الكافية لمواصلة العمل الجاد حتى النهاية.