يوسف بن محمد العتيق
لا يتردد ذهنك وذاكرتك إذا أطلق اسم زيد الحسين في أن المقصود هو معالي الدكتور زيد بن عبدالمحسن الحسين الشخصية الوطنية بامتياز، والحاضر في مجالات كثيرة.
زيد الحسين له حضوره المميز في مجلات وطنية كثيرة، فهو معروف أنه أحد مؤسسي مركز الملك فيصل أحد أهم المراكز البحثية في الشرق الأوسط (ولي عودة هنا إلى المركز).
وأبو أحمد لا يغيب ذكره عند الحديث عن تجربته الثرية في مجلس الشورى السعودي، والمجلس معروف أنه مدرسة حوار كبرى تطرح فيها الآراء بين شخصيات متميزة في الإدارة والخبرات، والحسين شارك وبفاعلية في المجلس وعلى مدى دورتين متتاليتين.
ومن أهم محطات الدكتور زيد الحسين أنه عضو ومساهم في التأسيس في هيئة حقوق الإنسان الهيئة الحكومية ذات الحضور المهم محليا ودوليا، وقد ساهم في بنائها مع معالي الشيخ تركي بن خالد السديري، رئيس الهيئة وأبو أحمد نائبا له، كما صدر بذلك المرسوم الملكي.
وأما العضويات التي يحملها زيد الحسين فهي كبيرة وكثيرة ومتعددة في الكثير من مؤسسات المجتمع المدني التي تخدم المجتمع وتبرز إيجابياته.
وليعذرني القارئ لأقول له هنا أني لست بصدد الحديث عن سيرة ومسيرة معالي الدكتور زيد، فهذا له مكان آخر ، وإنما هنا سيكون حديثي عن إحدى مآثر الدكتور زيد الحسين، ويعرفها كل باحث وباحثة في بلادنا الغالية، بل والعديد من الدول على مدار العالم.
القصة باختصار أن زيد الحسين حينما قدم من دراسته في الخارج، وعُين أمينا عاما لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ، قدم بفكرة يعرف قيمتها وأهميتها الباحثون في المكتبات، وهي أن يقوم الموظف بقراءة الكتب الموجودة في المكتبة، ويستخرج أهم الموضوعات التي تحدثت عن الكتب، ويضعها في الحاسب الآلي (هذا قبل الانترنت)، وتسمى هذه العملية عند المكتبيين ( التكشيف ) فيأتي الباحث لمكتبة مركز الملك فيصل، ويكون عنده بحث مثلا عن مدينة الرياض، فيكتب مقدم الخدمة في المركز كلمة مدينة الرياض، ويستخرج له الحاسب الآلي كل ما في مكتبة المركز من مراجع عن مدينة الرياض سواء كانت الرياض مذكورة في هذا الكتاب بشكل رئيس أو بشكل فرعي.
هذه الخدمة التي سبقت نظام البحث الأشهر (قوقل) لم تكن وليدة الصدفة عند أبي أحمد، بل كانت ثمرة جهد وتفكير عند بحثه ودراسته في مراحل التعليم العالي التي أوجدت هذه الفكرة.
هذه الخدمة الجليلة خدمت مئات بل آلاف الباحثين، وعشرات الكتب من رسائل ماجستير أو دكتوراه أو باحثين أو مؤلفين متطوعين استفادوا من هذه الخدمة والكثير منهم يشكر مركز الملك فيصل على هذا الخدمة في مقدمات كتبهم ونتاجهم العلمي.
لا يختلف اثنان أن هذه الخدمة أول جهة قدمتها في بلادنا هي مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ، وكان أمين عام المركز وقتها هو زيد الحسين الذي يحظى بدعم كريم من أبناء وبنات الملك فيصل الذين أوجدوا له هذه البيئة التي كان التكشيف ه أحد منتجاتها.
واليوم نجد هذا الجانب (التكشيف) موجود بحمد الله في الكثير من مراكزنا الثقافية والبحثية في السعودية بلد العلم وقبلة الثقافة.
وهنا أقول ويقول الكثير غيري شكرا لرائد المكشفين زيد الحسين.