عبدالله سعد الغانم
المملكة العربية السعودية الوطن الكبير له في القلب المكان الأسمى، وحين تستهوينا الأسفار فتشط بنا الديار فإنه يبقى في القلوب ويسكننا الحنين له والعودة إليه، وندرك تمام الإدراك قيمته العالية، إذ لم ولن نجد وطنًا مثله في أمنه وأمانه ورخائه وإيمانه، وهو فضل الله الذي امتنَّ به علينا كما تفضل علينا بقيادةٍ رشيدةٍ حكيمةٍ تبذل الغالي والنفيس لراحة ساكني وطني الغالي الحبيب من مواطنين ومقيمين.
حين خرجتُ منه ذات عامٍ زائرًا بلدًا آخر عشتُ مشاعر الشوق والحنين إليه، فلم يطب لي عيشٌ إلا بعد عودتي إلى أحضان وطني الغالي فرحًا جذلان كتبتُ شيئًا من مشاعر الحب والوفاء لوطني الحبيب الغالي:
في عودتي لديار الخيرِ تغمرني
أزهارُ أُنسٍ بها قد طاب إحساسي
كم كنتُ في غربتي والشوقُ يسكنني
أُخفِّف الهمَّ أسقي منه قرطاسي
فالجسمُ في بلدٍ والروحُ في وطني
والبينُ يُحيي بقلبي كلَّ وسواسِ
فأُوقد الذِّكرَ أنوارًا مشعشةٍ
فيُبدل اللهُ أحزاني بإيناسي
وهنا وطنٌ صغيرٌ في هذا الوطن الكبير(المملكة العربية السعودية) حبه من محبة الوطن الكبير وُلد ونشأ فيه كل شخصٍ منا لنا فيه أقاربُ وأحبابٌ وذكرياتٌ، فبعد التنقل في الأرجاء والترحال هنا وهناك تكون العودة بعد شوقٍ ولهفةِ لقاء لهذا الوطن الصغير وتكون الفرحة عارمة حيث بلدتي الحالمة تمير، فكتبتُ معبرًا عن بعض أحاسيسي قائلاً:
إلى تميرَ أعودُ
والشوقُ فيَّ يزودُ
أعودُ بعد فراقٍ
قد صافحتني السعودُ
فهل يُلامُ محبٌّ
بالعشقِ صار يجودُ
فيها نشأتُ صغيرًا
لها الوِدادُ يزيدُ
هواؤها سِحْرُ قلبي
والعيشُ فيها رغيدُ
رياضُها فاتناتٌ
إني عليها شهيدُ
مَنْ عاش فيها نراهُ
بعد الوداعِ يعودُ
وأهلُها أهلُ ودِّي
همُ الكرامُ الأُسُودُ
كم يحتفون بضيفٍ
تأتي إليهم وفودُ
لله شكري وحُبِّي
لعلَّ عودِي حميدُ