مشعل الصخيبر
لم يقتصر طموح المرأة السعودية في الحصول على الوظيفة فحسب، سواء طبيبة تعالج المرضى وتضمد الجراح أو مهندسة تبهر في أعمالها الهندسية؛ كتخطيط الطرق أو تصاميم المجمعات التجارية أو الأبراج الشاهقة، كلاً في مجال تخصصها الهندسي أو صحافية، سواء في العمل الصحفي أو كتابة المقالات وطرح القضايا وإيجاد الحلول عبر الصحف، سواء المطبوعة أو الصحف الإلكترونية والمجلات أو محامية تمارس دورها الترافعي في القضايا المختلفة في أروقة المحاكم السعودية والتي أثبتت جدارتها في ذلك، بل أصبح للمرأة السعودية دور كبير في المشهد الثقافي الذي كان في السابق يقتصر على المثقفين من الرجال وعدد قليل من العنصر النسائي المثقف، خاصة النخبوي من أساتذة الجامعات، أما الوقت الحاضر فإن المرأة السعودية أخذت مكانها وموقعها الثقافي من خلال العضوية في مجالس وإدارات الأندية الأدبية في أفرعها في مدن ومحافظات المملكة العربية السعودية وكذلك ترأس بعضهن رئاسة بعض الأندية الأدبية التي تعمل بالشراكات مع الكافيهات التي تعد شريكاً أدبياً بمسمياتها المختلفة والتي تصب في قالب واحد شعاره نشر الثقافة والمعرفة في أوساط المجتمع السعودي وهذه الأندية تعمل تحت مظلة وزارة الثقافة، فأصبح للمرأة السعودية وبالأحرى الشابة السعودية دور كبير وفعال من خلال حضورها في المشهد الثقافي، فأصبحت هناك أمسيات لبعض الشابات السعوديات، سواء شعرية أو أدبية يقدمها ويديرها العنصر النسائي وأصبح بدون مبالغة حضور الفتيات للأمسيات الأدبية أو الشعرية وكذلك العضوية في تلك الأندية يفوق عدد الرجال الأعضاء أو الحضور وهذا يدل على أن المرأة السعودية قادرة بثقافتها وعشقها للقراءة على النهوض بالجانب الثقافي وأكبر دليل على ذلك غزارة الإنتاج الأدبي للفتاة السعودية والشاهد على ذلك منصات التوقيع في معرض الرياض الدولي للكتاب والذي يقام في عاصمة الثقافة والمثقفين مدينة الرياض الحب، فترى منصات التوقيع يتسيدها العنصر النسائي في الإنتاج الأدبي المختلف والمتنوع بين الشعر والرواية وغيرها من الكتب الأدبية وبما أنني عضو في نادي بصير الأدبي بمدينة بريدة لاحظت أن الشابات السعوديات اللاتي يعملن كعضوات في النادي وفي مقدمتهن رئيسة نادي بصير الأدبي الأستاذة نجاح العمري لديهن الحرص والاهتمام في الجانب الثقافي والحديث عن أبرز الكتب الأدبية والإصدارات الجديدة لكبار المثقفين العرب وغيرهم وأصبحنيقمن ويدرن أمسيات ثقافية بضيوف من العنصر النسائي فأصبح النادي يشهد حراكاً مستمراً دون توقف وحماسا منقطع النظير وتعطشا للمعرفة لم يقتصر على استضافة ضيوف من خارج النادي، فأصبحن عضوات النادي هن من يقمن أمسيات أدبية ويدرن الحوار مع صاحب الأمسية وهذا اكتفاء ذاتي ثقافي إن جاز التعبير، حيث تقام تلك الأمسيات الثقافية في بيت الثقافة في مدينة بريدة الحاضن لكل إبداع ثقافي أو فنون مختلفة تصب في مصلحة الثقافة والفن، شكراً لسمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود الذي حمل على عاتقة أبرز الثقافة ودعمها من خلال الأندية الأدبية المختلفة التي يديرها شباب وشابات سعوديون وسعوديات على قدر عالٍ من الثقافة، حقيقة أصبحت المرأة السعودية في زمن عراب الرؤية والقائد الملهم الأمير محمد بن سلمان حفظه الله لها حضورها المميز واللافت في كافة المجالات وكانت على قدر الثقة التي أولتها القيادة لها، سواء في المحافل الدولية أو الداخلية أو أي عمل منوط بها، فهي على قدر المسؤولية التي حلمت بها أو تحملتها، فالمرأة السعودية حضورها لافت أياً كان هذا الحضور.