عبد العزيز الهدلق
منذ أكثر من نصف قرن وبعض الأندية تحاول مواجهة الهلال في الملعب وتفشل، ثم تعيد المحاولة، وفي كل مرة تفشل. فقد كان الهلال عملاقاً كروياً مرعباً استطاع بعد أربع سنوات فقط من تأسيسه الفوز بكأس الملك، ثم ولي العهد، ثم عاد بطلاً لكأس الملك وجمع معه كأس ولي العهد، وهو لم يتخط السبعة أعوام من عمره، وتجاوز في عدد بطولاته وإنجازاته أندية عريقه سبقته في التأسيس بسنوات عديدة.
وحاول بعض من تأسس قبله أن يجابهه، ولكنه لم يستطع، فالهلال ولد كبيراً وتأسس عظيماً ، لأن من أسسه كان رجلاً خبيراً محنكاً، من دهاة الإدارة والرياضة (الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله) والذي وضع للنادي الوليد أسسا ومبادئ أخلاقية، وقيما تنظيمية قبل أن يضع الأسس والمبادئ والقيم الرياضية. فكان الهلال مختلفاً، في تعاملاته مع أبنائه والمنتسبين إليه، وفي فهمه وتطبيقه للروح التنافسية مع الآخرين.
كان مبدأ العمل قائماً على التعاون والتكامل واستمرارية البناء في مجالس إدارات النادي المتعاقبة، وكان الاختلاف بين أبنائه و مسيريه لا يتجاوز أسوار النادي. وكانت مصلحة الهلال هي العليا أمام كل المصالح الفردية والشخصية، بما فيها مصلحة المؤسس، وكانت الثقة عالية في إداراته المختلفة من قبل شرفييه الداعمين. لذلك نادراً ما كان يسمع شكوى، أو خلاف بين الهلاليين يخرج للعلن. أما عن علاقاته الخارجية فكانت قائمة على التعاون، والاحترام، والتنافس الشريف النزيه في الملاعب.
وهذه المبادئ هي ما دفع رائد الرياضة السعودية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله إلى الثقة بالشيخ عبدالرحمن بن سعيد وتكليفه برئاسة النادي الأهلي والنهوض به في فترة كاد يوشك فيها على الاندثار، ونجح الشيخ ابو مساعد في مهمته التي استعان بها على الله ثم على خبراته وقدراته، وعلى مجموعة من لاعبي ونجوم الهلال الذين قدمهم للأهلي في أزمته ووقت حاجته بلا مقابل من أجل تحقيق الهدف الذي وضعه رائد الحركة الرياضية السعودية، وكلف القوي الأمين عبدالرحمن بن سعيد لتحقيقه، وبعد أن عاد الأهلي للتعافي وانتهض قائماً منافساً، سلم ابن سعيد الأمانة لأهلها، وعاد لهلاله.
ومع استمرار صعود نجم الهلال في سماء الرياضة السعودية وتنامي شعبيته، وهو النادي المؤسس حديثاً، واكتساحه مدرجات الملاعب بمحبيه وعشاقه في فترة قصيرة، و أمام عجز بعض الأندية عن مواجهته في ميادين التنافس داخل مستطيلات الملاعب، لجأ مسيروها لانتهاج طرق وأساليب غير رياضية، لعلهم يستطيعون وقف زحف هذا القادم المخيف وانتصاراته وإيقاف تصاعد شعبيته وتناميها، فكان من تلك الأساليب خطف اللاعبين وتسجيلهم، وهم في طريقهم للالتحاق بالهلال، وغيرها من الأساليب الملتوية، وكان أبشعها تأليف الأكاذيب، وتلفيق التهم، وبث الشائعات، والسعي لتشويه صورة الهلال بالدجل، والقصص الملفقة، وتضليل الشارع الرياضي بكل ما أوتوا من قوة لتدمير سمعة الهلال!
والعجيب أن مسيري الهلال لم يلتفتوا لذلك، بل استمروا في العمل وتطوير ناديهم، والارتقاء به، واعتبروا ما يحدث مجرد تراهات لا تستدعي التوقف عندها أو الالتفات إليها، فواصلوا حصد البطولات، فيما أولئك يركضون وراءه بالأكاذيب والشائعات، فظلت أنديتهم تراوح مكانها في المؤخرة، والهلال يزداد علواً في سماء المجد.
ونجحت تلك المحاولات بالانتشار بالفعل وتشويه صورة الهلال، ولكنها لم تؤثر على مسيرته ولا في ازدياد بطولاته ولا في تنامي شعبيته، وكانت عبارة «اللوبي الأزرق» من أشهر الكذبات والتلفيقات التي وجهت للهلال، والمقصود بها أن هناك قوى خفية في المكاتب الرياضية تدعم الهلال وتسهل طريقه!
وبلغ من انتشار هذه الكذبة أن صدقها ودعمها كل من أراد سوءاً بالهلال لأنها وافقت هواه، و انتشرت على نطاق واسع من المنتمين للوسط الرياضي من شدة تكرارها.! وقد بلغ تجذر واتساع انتشار هذه الكذبة أن هناك إعلاميين غير رياضيين تبنوها من باب التعاطف مع مطلقها الذي كان يتدثر زوراً وبهتاناً بدثار الضعيف المسكين المظلوم مسلوب الحقوق!!
وكان الهلاليون من خبراتهم في التعامل مع مثل تلك التلفيقات والأكاذيب، يدركون أن من يصدرها هو من يتمتع بها.! فكانوا يعرفون تماماً أن مطلق الأكاذيب وصانعها المحترف عندما يرمي الهلال بكذبة من أكاذيبه، فإنه يتمتع حقيقة بمضمون تلك الكذبة، ويرميها زوراً وبهتاناً على الهلال.
ومع مرور الزمن وتقلب الأحداث، وتبدل مراكز المتنافسين بين صعود وهبوط أشرقت شمس الحقيقة وعرف القاصي والداني اللون الحقيقي للوبي المكاتب، الذي اتضح أنه غير أزرق، وانكشف بطل المكاتب على حقيقته، وكل ما يتعلق به من تحكيم، وترشيح، ونفوذ.!
ففي زمن (ما) وجه رئيس أحد الأندية تحذيراً شديدة اللهجة لرئيس اتحاد الكرة وقال عليه أن يعرف من جاء به!! وجميعنا يعرف ماحد ث بعد ذلك من تغير وتحول! وفي زمن( آخر) اعترف رئيس (نادٍ ما) بأنه هو من أقال رئيس لجنة الحكام!! في استعراض قوي لنفوذ لا يمكن مواجهته.
وقبلهم وجه رئيس ثالث لأحد الأندية شكره وتقديره لكل من دعم ناديه في ترشيحه لبطولة كأس العالم للأندية، وما اتخذ من إجراءات ومساع لإنجاح عملية التصويت القارية التي كسبها (6/ 1)!
وقد انكشفت «كذبة القرن» بعد إقرار نظام الاستعانة بالحكم الأجنبي! فاتضح أن من كان يريده ويطالب به سنين طويلة (نادٍ ما) ويسعى إليه، قد تعلق بحكام الماضي، وهو الذي كان يشكو الأمرين منهم (وهماً) ويتهمهم سنين طويلة بأن ميولهم «زرقاء» و يساعدون المنافسين.!
وانكشفت «كذبة القرن» بعد إقرار نظام الفيديو المساعد للحكم «VAR» من خلال الطرف الذي حاربه منذ البداية كفكرة، وقبل التطبيق!! (نادٍ ما) لأنه نظام يرفع من حالة العدالة التحكيمية.! وكل ما يرفع معايير العدالة التحكيمية يرعبهم!
وانكشفت «كذبة القرن» عندما سجل التاريخ الرياضي أول حالة هروب من لجنة الكشف عن المنشطات.!! قام بها لاعبو (نادٍ ما)!
كما انكشفت «كذبة القرن» بعد إخفاء عقوبة إيقاف اللاعب الأجنبي الجديد (ينتمي لنادٍ ما) عام كامل!! .
وانكشفت «كذبة القرن» بعد مشاهدة قوافل اللاعبين الأجانب تأتي وتذهب بلا عدد (لنادٍ ما)، فيما غيرهم يركض ويتعب من أجل لاعب واحد!.
لقد انكشفت «كذبة القرن» عندما نحيت اللائحة والنظام عن التطبيق في قضية تخص (نادٍ ما)، وتم تطبيق مبدأ «ارتأينا»!! فمرت القضية بسلام.
انكشفت «كذبة القرن» من كثير وكثير من الأحدث التي يصعب حصرها، وكثير منها يصعب إيرادها بوضوح!! ولكن اللبيب بالإشارة يفهم.
لقد كشفت السنين والأحداث كذبة «اللوبي الأزرق»، وتم دفنها للأبد بعد ظهور بطلها المتخفي وانكشافه بلونه الحقيقي الفاقع البراق!
زوايا
** حقائق وأرقام توثيق تاريخ الكرة السعودية وضع النقاط على الحروف. مرة أخرى.! فبعد أن اعترضوا على نتائج لجنة الاستاذ تركي الخليوي هاهي اللجنة التي شارك ممثل منهم في عضويتها تنتهي لنفس نتائج اللجنة السابقة.
** الضغط من زاوية أن عدم مشاركة النصر في أي بطولة بوجود رونالدو سيعرضها لخسائر تسويقية لا تقل عن (% 30)!! فصل جديد من فصول طلب المشاركة بالترشيح.
** يمكن أن تأخذ ملعب الهلال، ألوان الهلال، مدرب الهلال، ولكن لن تصبح الهلال.
** حصول النصر على دعم هائل هذا الموسم يفوق كل ما تحصلت عليه بقية الأندية أخل بميزان عدالة الدعم، وجعل كل المتابعين يراجعون أحاديث مسؤولي برنامج الاستقطاب عن التوازن في الدعم.!
ولن يوقف تلك الأحاديث إلا إعلان شفاف عن قيمة ما تلقاه كل ناد من الدعم! حينها لن يستطيع كائن من كان أن يتحدث عن عدم التوازن.!