د. عبدالرحمن بن عبدالله العبدالقادر
شهد يوم الأحد الماضي 24 أغسطس انطلاقة العام الدراسي الجديد في المملكة العربية السعودية؛ وحظيت تلك الانطلاقة بحماس ورغبة وتفاعل من قبل أركان العملية التعليمية (الطواقم المدرسية والطلاب والطالبات وأسرهم).
والحقيقة أنني وقفت متأملاً للكثير من سيناريوهات تلك الانطلاقة فوجدتها تبعث على التفاؤل وتلامس مشاعر الأمل التي نتطلع إليها.
ولا يخفى على الجميع ما يحظى به قطاع التعليم بمختلف مراحله من اهتمام كبير من لدن القيادة الرشيدة، فباعتباره حجر الزاوية لبناء الإنسان وصناعة المستقبل فقد حرص القائمون على العملية التعليمية ألا يكون مجرد تلقين للعلوم والمعارف، بل غدا منظومة متكاملة تسعى إلى ترسيخ القيم الأصيلة في نفوس الأجيال، انسجامًا مع رؤية المملكة 2030 التي تؤكد على تعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ مبادئ الاعتدال، وتكوين جيل واعٍ يسهم في خدمة دينه ووطنه وإنسانيته.
والمدرسة في نظر القائمين على العملية التعليمية لم تعد مجرد مكان لتلقي المعلومات، بل أصبحت في نظرهم فضاءً لغرس القيم وبناء الشخصية. فقد حرصوا على تكريس هذا المفهوم من خلال (تعليمنا قيم) وهو الهتاف المميز الذي أطلقته وزارة التعليم ليكون مواكباً لانطلاقة المسيرة الدراسية لهذا العام، ومن يمعن النظر في هذا الهتاف ويحلِّل مضمونه يجده يحمل مضموناً وأهدافاً تسعى إلى الاستثمار في القيم لدى النشء، عبر أسس راسخة من الانتماء والاعتدال والاحترام، لتكون قادرة -بحول الله- على مواجهة تحديات العصر، والمنافسة عالميًا، مع الحفاظ على أصالتها وجذورها.
ومن الأمور المبهجة أننا عندما نقرأ مستهدفات رؤية المملكة 2030 نجد أنها تضع التعليم في صدارة الأولويات، مؤكدة أن بناء جيل متوازن فكريًا وأخلاقيًا شرط لتحقيق التنمية المستدامة.
ومن هذا المنطلق، عملت وزارة التعليم على تطوير المناهج بما يواكب متطلبات العصر، مع المحافظة على ثوابت الهوية الإسلامية والوطنية. كما أطلقت مبادرات لتعزيز القيم، مثل البرامج التطوعية، والأنشطة اللا صفية التي تنمي روح العطاء والانتماء.
خلاصة القول إن القيم في التعليم السعودي ليست مجرد شعارات، بل واقع ملموس تسعى المملكة إلى تعزيزه يومًا بعد يوم. ومع استمرار جهود التطوير، يظل التعليم ركيزة أساسية لبناء إنسان متوازن، يجمع بين العلم والأخلاق، ويسهم في نهضة وطنه وإثراء الإنسانية.