د.محمد بن عبدالرحمن البشر
يعيش العالم اليوم مشاكل متعددة، والكثير منها شائك، منها ما هو مرتبط بالسياسة، ومنها ما هو مرتبط بالاقتصاد، وعلى رأس المشاكل القائمة، وأكثرها إيلاماً على مستوى السياسة والإنسانية ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة، من قتل وتجويع وتهجير، مستمر ودائم، دون اكتراث بالقوانين الدولية، وحقوق الإنسان، والقيم البشرية على مرأى ومسمع من العالم، وقد كان موقف المملكة واضحاً وصوتها مرتفعاً في إدانة ما تفعله إسرائيل في غزة والضفة الغربية، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم بين، وتؤكد مراراً وتكراراً الدعوة إلى قيام دولة فلسطينية، وكما أنها تقوم بتحركات دولية لتحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك لما للمملكة من ثقل سياسي واقتصادي على مستوى العالم، والمشكلة القائمة في إسرائيل أن الأغلبية في الكنيست والتي يتزعمها نتنياهو ما زالت متماسكة، رغم المظاهرات المناوئة لسياسة نتنياهو وحكومته، وكذلك ضعف المعارضة وانقسامها إلى شقين، منها ما هو داعم لنتنياهو رغم الخروج من الحكومة، مثل حزب أزرق وأبيض، أو المعارضة بقيادة لأبيد الذي لا حول له ولا قوة، والمشكلة الأكبر توافق المعارضة مع الحكومة في الهدف واختلافها في الأسلوب والتفاصيل، ثم ظهرت مشكلة للسلطة الفلسطينية تتعلق بإلغاء الحكومة الأمريكية تأشيرات الوفد الفلسطيني المكون من ثمانين فرداً، والذي كان من المفترض حضوره الجمعية العمومية في الأمم المتحدة، والتي اعتاد المشاركة كل عام لشرح وجهة نظره، وكان هذا أمراً مستغرباً.
حدث آخر مهم جداً، وهو ترديد إسرائيل نظرتها التي تزمع فرضها بوضع الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح، وهذه فكرة رفضت من جميع دول العالم، ووقفت المملكة موقفاً قوياً حيال رفض هذه الفكرة، وإيضاح موقفها بالحرص على أن تبسط الحكومة السورية سيادتها على كامل أرضها، وكما يعلم الجميع فإن الحكومة السورية الجديدة تسعى للدفع بسوريا إلى الاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال تماسك اللحمة السورية التي اعترتها الكثير من المحن لعشرات السنين العجاف التي عاشتها تحت سلطة النظام السابق.
الهند وهي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، تفاجأت بفرض الولايات المتحدة، وهي أكبر شريك تجاري للهند تعرفة جمركية تصل إلى خمسين في المائة، وأخذت في البحث عن أسواق هنا وهناك، كما أنها أخذت موقفاً متقدماً بتحسين علاقتها مع الصين التي لم تكن على ما يرام في سنين مضت لأسباب تتعلق بالحدود، وغيرها من المشاكل، وقد قرر رئيس الوزراء الهندي المشاركة في مؤتمر مجموعة شنقهاي لأول مرة منذ سبع سنين.
أما الحرب في أوكرانيا فهي ما زالت قائمة وتزداد ضراوة، وأخذ ترامب يدرك مدى صعوبة المشكلة، ولاسيما مع تشدد الموقف الأوروبي ودعمه المطلق لأوكرانيا وإصراره على هزيمة روسيا رغم معرفته بصعوبة ذلك، وعدم قدرته دون دعم مادي وعسكري من الولايات المتحدة، التي أضحت أقل اندفاعاً من الحكومة السابقة، لقناعة ترامب بأمريكا أولاً، ثم تجنب حرب عالمية ثالثة، ورأيه أن التعاون مع روسيا مفيد للولايات المتحدة وللعالم.