محمد عاطف

في أغسطس 2023، ظهر تقرير من Precedence Research يظهر فيه أن سوق الأتمتة الذي بلغت قيمته 195 مليار دولار عام 2022، سيقفز إلى ما يقارب 460 مليار دولار بحلول 2032! فهذه الأرقام لا تعكس فقط النمو الاقتصادي الذي ستحدثه هذه الأتمتة بل تعكس الثورة التى ستحل على إعادة رسم وتشكيل ملامح الصناعات في الحياة اليومية.

الأتمتة الذكية بكل بساطة هي الاستعانة بالأدوات والتقنيات لأداء المهام بدون الحاجة لمتابعة يدوية متكررة أو التقليل منها قدر الإمكان، وفائدتها ليست فقط في خفض التكاليف، بل في خلق مساحة أكبر للإبداع، وتقليل الأخطاء، وتحويل الوقت البشري من الأعمال الروتينية إلى أعمال إبداعية تساهم في النمو.

كذلك الأمر لا يتوقف عند رفع الكفاءة، ولكن بحسب تقارير ماكينزي تشير إلى أن الأتمتة ستضيف 1.4% للناتج المحلي الإجمالي العالمي سنويًا حتى 2030 أي أن ما يحدث ليس مجرد تحسين داخلي للشركات، بل محرك اقتصادي ضخم يغيّر ميزان النمو العالمي!

والأتمتة لها أنواع متعددة ومختلفة المهام، بدءا من الروبوتات البرمجية (RPA) التي تدير الفواتير، إلى الروبوتات الصناعية في خطوط التجميع، والأتمتة المعرفية التي يستخدمها الأطباء لتحليل بيانات معقدة، وحتى الأتمتة المنزلية التي تجعل منازلنا أكثر ذكاء اليوم.

الأدوات المختلفة للأتمتة

للأتمتة أدوات كثيرة ومختلفة ولكن لنتوقف هنا عند أهم الأدوات مثل:

Zapier: يعمل كمساعد خفي يربط بين عدد ضخم من التطبيقات معًا بضغطة إعداد واحدة، فمثلا إذا كنت صاحب متجر إلكتروني وكل طلبية جديدة لديك تحتاج إلى تسجيلها في شيت إكسيل وإرسال رسالة للعميل وللمخزن ومن ثم إلى شركة الشحن، فهنا يأتي دور Zapier الذي يعمل على تسهيل كل هذه العمليات بضغطة واحدة من خلالها يرسل الفاتورة ويحدث جدول الأكسيل ويصلك التنبيه دون أي حاجة للتدخل منك.

n8n : إذا كنت مطورا في شركة فيمكنك n8n من الربط بين نظام الشركة الداخلى وقاعدة بياناتها ومنصات التواصل الاجتماعي أيضا وذلك ليصنع لك تجربة متكاملة موفرا لك الوقت لكتابة العديد من الأكواد الخاصة بكل نظام.

Make : من خلاله يمكنك رسم كيف تسير المهام وذلك بدءا من استقبال الطلب، إلى معالجة الدفع حتى إرسال رسالة شكر، فكل شيء يبنى بصريا وكأنك تصمم خريطة رحلة عميلك.

Opal (من جوجل): تعتبر الأداة الأحدث في القائمة، فهى تعمل كعقل منظم للكم الهائل للبيانات الذى ينتج كل يوم في الشركات فتقوم بدمجها مع خدمات جوجل وتحويلها إلى قرارات سريعة وذكية فتساعد الشركة على اتخاذ القرارات بشكل أدق، وللتوضيح فمثلاً فريق التسويق بالشركة يمكنه من خلال opal معرفة اللحظة المثالية لإطلاق حملته الإعلانية وذلك بناء على هذه البيانات الحقيقية التى تم توافرها من خلاله.

ولكن يبقى السؤال الأهم هل تنهي الأتمتة دور الإنسان؟

القصة هنا مختلفة فبعض الناس يعتقدون أنها ستلغى وظائفهم ولكن فى الحقيقة هى ستعيد تشكيل وظائفهم بمعنى أنه إذا كان هناك موظف يعمل في إدخال البيانات فستقوم بدوره في إدخالها فقط ولكن يبقى الدور الأهم وهو أن يراجع هذه البيانات ومن ثم يبتكر حلولاً بناء عليها، ففي النهاية فالأتمتة تحول التركيز من المهام الروتينية اليدوية المتكررة إلى التركيز على الأدوار التي تتطلب التفكير النقدي والإبداعي.