سلطان بن محمد المالك
في عصر متسارع ومتطور، أصبح فيه التأثير العالمي لا يقل أهمية عن برامج ومشاريع التنمية المحلية، تبرز الحاجة لتواجد الكفاءات الوطنية المدربة والمؤهلة في المحافل والمنظمات الدولية، سواء كمدراء، خبراء ، موظفين أو مراقبين.
ومن هنا، تزداد أهمية تمكين الشباب السعودي من الجنسين من لعب أدوار فاعلة ومباشرة في تلك المنظمات الدولية، ليس فقط كصوت يمثل الوطن، بل كعقول تُشارك في صياغة القرارات العالمية وتؤثر فيها .
لماذا هذا التواجد مهم؟
مهم لنقل صورة المملكة الحقيقية للعالم؛ فالشباب هم سفراء لقيمنا، ثقافتنا، وتجربتنا الوطنية وتميزنا وتفوقنا عن غيرنا في كثير من المجالات. تواجدهم في تلك المنظمات يتيح لهم رواية قصة السعودية الحديثة بلغة عالمية، قائمة على الابتكار، التمكين، والانفتاح.
كما أن وجود كفاءات سعودية في مواقع التأثير داخل المنظمات يُساهم في حماية وتعزيز مصالح المملكة، من خلال التأثير في السياسات والتشريعات الدولية، وصناعة القرارات المرتبطة بالتنمية، الاقتصاد، الأمن، والتقنية. يضاف الى ذلك أن العمل في بيئات دولية يفتح آفاقًا أوسع للشباب، يُنمّي قدراتهم الفكرية والمهنية، ويُكسبهم مهارات التفاوض، الدبلوماسية، والتعامل مع التحديات العابرة للحدود ويساهم في بناء خبرات عالمية.
رؤية 2030 تؤكد على تمكين المواطن ليكون مشاركًا فاعلًا في الاقتصاد العالمي. وتواجد الشباب في هذه المنظمات يُعتبر أحد مؤشرات تحقيق ذلك، من خلال تصدير العقول لا فقط استيراد الحلول..
ما المطلوب لتحقيق ذلك؟
علينا أن نعمل على تهيئة الكوادر الوطنية من وقت مبكر عبر برامج تدريبية، ابتعاث متخصص، ومحاكاة لبيئات العمل الدولية، وبناء شراكات استراتيجية مع المنظمات الدولية، لخلق مسارات واضحة للانضمام والتمثيل السعودي. تشجيع وتمكين الشباب المؤهلين بدعمهم إداريًا ولوجستيًا لتجاوز التحديات المرتبطة بالترشيح أو الاندماج في العمل الدولي. خلق منصة وطنية لرصد ومتابعة التمثيل الدولي لتوجيه الكفاءات، وتوثيق الأثر، وتبادل الخبرات بين الأجيال.
الأمثلة لدينا كثيرة ولعلي أذكر منها من هم على رأس العمل حالياً، مثل معالى الدكتور محمد العيسى الامين العام لرابطة العالم الإسلامي، معالى الدكتور محمد الجاسر رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، معالى الدكتور سالم المالك المدير العام لمنظمة الاسيسكو، السفير عبدالعزيز الواصل المندوب الدائم للمملكة في الأمم المتحدة ، الدكتورة حنان بلخي المدير الإقليمي لشرق البحر المتوسط في منظمة الصحة العالمية، وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم .
الخلاصة، أن الشباب السعودي لا تنقصه الكفاءة ولا الطموح، بل يحتاج إلى فتح الأبواب وتعزيز الثقة. وكل موقع دولي يشغله مواطن سعودي، هو نقطة ضوء جديدة تضاف لصورة المملكة في عيون العالم.