عبدالمجيد بن محمد العُمري
بعض الناس يصاب بالعجب والكبر والاغترار بارتقاء أحوالهِ الدنيوية، فيتحول الزهو والشعور بالمرتبة أو الجاهِ والمالِ إلى حالة من الغرور والتكبر، فتتغيّر أخلاقه على من حوله، ولقد مر على الأستاذ عمران بن محمد العمران -شفاه الله وعافاه- (من مواليد مدينة الرياض عام 1352هـ وهو شاعر وكاتب سعودي، تقلد عدداً من المناصب الحكومية الرفيعة، وكان أهمها عضوية مجلس الشورى، وهو أول رئيس تحرير لصحيفة الرياض) بعض هذه الحالات وكتب هذه الأبيات منذ سنوات:
تَوَزَرَ(1) صاحبي.. فغدا شحيحاً
عليَّ.. بردّ موفورِ السَّلامِ!
وأضحى لا يبادلني وداداً
ولا يأبى مُخَاتَلَةَ الذِّمامِ!
تجاهلَ أنَّنا إخوانُ عُمْرٍ
وأفضالاً عليه على الدَّوامِ!
أبنكرُ ما مضى ويصدُّ جهلاً؟
لعمري ذاك مِن طبعِ اللَّئامِ!
فسبحان الَّذي.. أعطاهُ..جاهاً
وأطلقَهُ يصولُ بلا لجامِ!
(1) توزر: أي صار وزيراً أو قارب ذلك
عمران بن محمد العمران
وقد أطلعني أحد الإخوة على القصيدة قبل طباعتها في ديوانه الأخير (من وحي السنين ط1 1446هـ) فقلت مجارياً له:
سيبقى للموقرِ حُسْنَ عهدٍ
فهذا دأبُ أخلاقِ الكرامِ
ولا تعجب لمن ينكر رفاقاً
لأن الكِبرَ من طبع اللئامِ
وقَدْ قلَّ الوفاءُ فلا جميلٌ
وحتى البعض يبخلُ بالسلامِ
ومن لم يرع ودك فاجتنبه
ولا تسعى لهُ بالاحترامِ
نعوذُ بربِّنا من كُلِّ فُحشٍ
ونسألُ خالقي حُسْنَ الخِتامِ