سليمان الجعيلان
صحيح أن إقالة أمين عام الاتحاد السعودي إبراهيم القاسم جاءت في مسار تصحيح الأخطاء المتكررة والمتراكمة في منظومة كرة القدم السعودية، ولكن ماذا عن بقية الملفات التي بلا شك ما زالت تؤرِّق وتقلق الوسط الرياضي والجمهور السعودي؛ لأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال اختزال كل هذه الأخطاء الإدارية والقانونية والتنظيمية والاحترافية والتحكيمية في أمانة الاتحاد أو في شخص أمين عام الاتحاد؟!
صحيح أن إقالة إبراهيم القاسم هي في إطار تقويم الممارسات والقرارات الإدارية والتنظيمية الخاطئة في إدارة كرة القدم السعودية، ولكن هذا لا يعني تجاهل فشل وعجز بعض اللجان عن مواكبة تطور وتقدم كرة القدم السعودية، ليس هذا فحسب، بل والتي باتت تحرج القيادة الرياضية!
صحيح أن إقالة إبراهيم القاسم هي في نطاق تعديل العمل الفوضوي والعشوائي في أروقة أمانة ولجان الاتحاد السعودي ولكن هذا يعني إغفال إصرار واستمرار بعض رؤساء وأعضاء اللجان الفاشلين في مناصبهم ومواقعهم غير مدركين ومستوعبين لفداحة سوء عملهم وخطأ استمرار وجودهم وأنه أصبح مستفزاً للجميع؟!
صحيح أن إقالة إبراهيم القاسم هي في مجال إصلاح ما يمكن إصلاحه لتتغير الصور النمطية عن سوء العمل في أمانة ولجان الاتحاد السعودي، ولكن هذا لا يعني غض النظر عن فشل مسؤولي ومسيري الاتحاد السعودي في إدارة الأزمات وإنهاء الخصومات بين رؤساء وأعضاء لجان الاتحاد وما تبادل البيانات واختلاف القرارات بين لجنتي الانضباط والاستئناف في قضية احتجاج الوحدة على خلفية تأخر باص النصر عن الحضور في الوقت المحدد وتأجيل انطلاقة المباراة دون أدنى اعتبار أو احترام لالتزام فريق الوحدة بالحضور بالوقت المحدد إلا صورة مؤسفة عن واقع اللجان القانونية بالاتحاد السعودي وسط صمت وأمام أنظار مسيري ومسؤولي الاتحاد السعودي؟!
باختصار، ما أفرزته بطولة كأس السوبر السعودي من قرارات تنظيمية وما تبعه من تخبطات قانونية يعكس مدى الأزمة الإدارية الأزلية والمزمنة داخل أروقة الاتحاد السعودي وأنها ليست وليدة اللحظة أو أنها نتاج تنظيم بطولة، بل هي أزمة قديمة وربما كانت ستظل مستمرة لولا تدخل القيادة الرياضية في الوقت المناسب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تدهور منظومة رياضة كرة القدم السعودية، وما فشل المنتخب السعودي في تحقيق أي بطولة في مسيرة هذا الاتحاد المتخبط إدارياً وفنياً والذي عجز المنتخب السعودي في فترته عن تحقيق حتى البطولة الخليجية إلا صورة مصغرة لواقع معاناته على جميع الأصعدة. وأزعم، بل وأجزم أنه حان وقت إعادة تشكيله لعل وعسى أن يستعيد ثقة الجميع في عمله وقرارات لجانه المتباينة والمتناقضة!
وعلى كل حال، وعوداً على بدء، فإن إقالة أمين عام الاتحاد السعودي إبراهيم القاسم هي جزء من الحل وليس كل الحل ولاسيما أنه كان جزءاً من المشكلة وليس كل المشكلة لكل الأخطاء في منظومة كرة القدم السعودية، فقد وجه سمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بقراره الحازم والصارم الأخير رسالة لكل العاملين في الاتحاد السعودي بأنه لا أحد فوق المساءلة والمحاسبة في المؤسسة الرياضية، ولذلك من المنتظر والمفترض أن تكون رسالة سمو وزير الرياضة قد وصلت وبصورة واضحة ليس لرئيس الاتحاد السعودي وجميع رؤساء وأعضاء اللجان الاتحاد فحسب، بل ولكل العاملين في المنظومة الرياضية بضرورة العمل بجدية لتحقيق هدف أساسي للرياضة السعودية وهو تطبيق عدالة المنافسة.