د. محمد عبدالله الخازم
امتازت الشؤون الصحية بالحرس الوطني بحجم توسعاتها خلال الثلاثة العقود الأخيرة، بتحولها من مجرد مستشفى (مستشفى الملك فهد) إلى مدينة طبية ضخمة (مدينة الملك عبدالعزيز الطبية) تحوي العديد من المستشفيات والمراكز الطبية، في الرياض والمناطق الأخرى. يضاف لها جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية. كل ذلك بدعم سخي مقدر من الدولة قادته وزارة الحرس الوطني.
في جانب الممارسة الصحية، كانت الشؤون الصحية ضمن أوائل المؤسسات المهتمة بسلامة المرضى، حيث كان أول مؤتمراتها الدورية في هذا الشأن عام 2012م. سلامة المرضى تعنى بسلامة الممارسة السريرية والدواء وغيرها من معايير تحفظ سلامة المريض وتجبنه الخطر وفق معايير متميزة. كما تبدأ -هذه نقطة تهملها بعض التقارير- سلامة المريض مع بداية رحلته لتلقي الخدمة، بما فيها رحلة وصوله لمقر العلاج أو العيادة.
لا يكفي معيار السلامة داخل العيادة/ غرفة العمليات، بينما الوصول إليها محفوف بالخطر والقلق والرعب!
كما أن هناك اهتمام بتجربة المريض، وهو عنصر مهم في تقييم المستشفيات، تتباهى به وتعقد له الندوات وتجرى حوله الاستبيانات، وباعتبار المريض عميلا يجب الاهتمام به، تبدأ تجربته من سهولة حصوله على موعده وسلامة وسهولة وصوله إلى مقر العلاج، ثم يأتي بعد ذلك تجربته في ردهات المؤسسة الصحية وعياداتها وغرف عملياتها والتنويم، إلخ. أي أنها حلقة كاملة، الجزء الأكبر منها قبل لقاء الطبيب. ومثل ذلك ينطبق على تجربة ورضا الموظف والطالب..
مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض بمستشفياتها ومراكزها، لا تستوعب مواقفها الداخلية الزوار والمرضى والموظفين، لذلك استعانت بمواقف غرب المدينة، يفصلها طريق خطر عن المستشفيات (الدائري الثاني/ امتداد شارع الشيخ جابر) ومن شمال المدينة استعانت بمواقف مجاورة لجامعتها الصحية وأيضاً يفصل بينهما شارع خطر آخر (شارع العريني).
يؤسفني القول بأن عبور الشارعين من قبل المرضى والزوار والموظفين والطلاب والأساتذة يشكل خطراً عليهم ويهدد سلامتهم ويحبط تجربتهم ويتنافى مع قواعد السلامة وتحسين تجربة المريض والموظف التي نتباهى بها. وبالذات ومنهم سيدات وكبار سن وأطفال وذوي صعوبات وإعاقات ...إلخ.
ما يقودني للكتابة حول هذا الأمر، هو كونه ليس مجرد ملاحظة عابرة تعبر عن معاناتي خلال زيارتي مؤخراً لأحد المرضى بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية، بل قديمة سبق أن لفت انتباه الشؤون الصحية والجامعة الصحية حولها - شفوياً وكتابياً - وأخرها ما كتبته عام 2021/ 2022م. طالبت بإنشاء -في الحد الأدنى- جسور مشاه مناسبة لعبور الشارعين، حيث يصعب توفير مواقف داخل أسوار المدينة الطبية. توقعت التعامل بإيجابية وبشكل سريع مع الأمر وليس تجاهله كل هذه السنوات، رغم كونه مجرد نقطة في بحر مشاريع الشؤون الصحية والجامعة المليارية؟
جمال الصروح المعمارية يكتمل بمحيط ومداخل آمنة وجميلة. لا يمكن التقليل من حجم وجهود وزارة الحرس الوطني ومن ضمنها إنجازات الشؤون الصحية. لعل القيادات المعنية بعيداً عن صفاتهم الاعتبارية يجربون الوقوف في تلك المواقف وعبور تلك الشوارع، فربما يحفزهم ذلك للإسراع في إيجاد الحلول الآمنة. مع دعواتنا بالسلامة للجميع وتمنياتنا بمزيد من التقدم للشؤون الصحية بالحرس الوطني..