د.نايف الحمد
كطائر الفينيق الأسطوري، يعود الهلال للقاء عشّاقه مطلع هذا الموسم متجدّدًا متحدّيًا، كأنه بُعث من جديد. فالأسطورة اليونانية تروي قصة ذلك الطائر العجيب، وكيف يعود للحياة من رماده رمزًا للخلود؛ فينثر السحر والجمال، ويبعث في محبّيه الأمل والتفاؤل والحياة.
الطائر الأزرق أنهى موسمًا محليًا مأساويًا، لكنه عاد بروح أبنائه في مونديال الأندية، فكان كطائر الفينيق.. نهض من كبوته، ونثر سحره، وعزف لحنه، فكان نغمه شجيًا أبهر العالم وأثار إعجابهم، لتنهال الإشادة عليه من كل الأطياف.
يا طائر الفينيق الأزرق.. كم كنت وفيًا لمحبيك! إن سقطتَ سرعان ما كنتَ تقوم على قدميك؛ ومن بين الرماد تعود للحياة قويًا شامخًا، تخفق بجناحيك وترتقي، حتى تعتلي الهامات وتبلغ أعلى المقامات، لتسكن القمة التي لا تليق إلّا بك.
لقد أطلّ طائر الفينيق الأزرق على محبّيه مطلع هذا الموسم، فكان جميلًا واثقًا، زاهيًا بألوانه الجذّابة وروح أبنائه المتوقدة. عاد كما لو أنه لم يمرّ بأزمة قط؛ عاد كبيرًا مهابًا بلاعبيه ومدرّبه، ليرسم لأنصاره صورة من صور إبداعه التي لطالما قدّمها عبر تاريخه الحافل بالإبهار، حتى بات مثالًا للجمال، وسيرته على لسان القاصي والداني.
لله درّك أيها الطائر.. فقد سحرت الألباب، وكنتَ مشعل ضياء للعاشقين الذين تعلّقوا بك وانتظروك، ولم يخب ظنّهم بك قط. كنتَ كطائر الفينيق تكتب لهم في كل موسم تاريخًا لميلاد مجد جديد.
نقطة آخر السطر
الأبطال فقط هم الذين يستطيعون تجاوز كبواتهم والعودة سريعًا إلى سابق عهدهم.. وهذا ما جسّده المارد الأزرق، إذ عاد بقوة في كأس العالم للأندية، وها هو اليوم يقف شامخًا برجاله ولاعبيه وجماهيره، من أجل كتابة صفحات أخرى في تاريخ هذا النادي الكبير.