عبدالمجيد بن محمد العُمري
الحياة الدنيا لا تصفو لأحدٍ ولا تخلو من المصائب والأكدار، ولا أمان من تقلباتها، وهي خليطٌ من الفرح والحزن ومن الألم والأمل، والمسلم يؤمن بأن في المحن منحاً، وبأن النصر مع الصبر، وبأن العسر مع اليسر فلا يقنط ولا ييأس.
وحول هذا الموضوع جاءت هذه المجاراة الشعرية بين الشاعرين عبدالله بن حمد الشبانة، وعبدالمجيد بن محمد العُمري:
ما للحياةِ كثيرة الأكــدارِ
وشديدة الإيذاءِ للأحرارِ
أحـزانها ممتدةٌ وعنـاؤها
لا ينتهى ونعيمها كالنــارِ
والظلُ فيها كالحرورِ وكلها
نكدٌ فلا ترعى الحقوقَ لجارِ
هي وحدة الآلام تجمع أهلها
من سائرِ الأجناسِ والأقطـارِ
- عبدالله بن حمد الشبانة
إن الحيــاةَ وسيـلةُ الأبْـــرَارِ
يسعـون للأخـرى لأكـرمِ دارِ
عصفَ الزّمانُ بهم ولم يتغيروا
صبروا على الويلات والأكــدارِ
بالقولِ والأفْعـالِ دوماً أكدوا
(ما هذهِ الـدنيا بـدارِ قـرارِ)
واللهُ ربُّ الخلقِ جلَّ جــلالهُ
سيُثيـبُ كُـلَّ مُــوحدٍ صَبَّــارِ
- عبدالمجيد بن محمد العُمري
أنعم بما قد قلت من أشعارِ
ونقلت من آيات ربى الباري
لاشك فيما قلت لكني أرى
وجهين للدنيا بكلِّ مــدارِ
هي جنةٌ للمؤمنين لأنهم
قد آمنوا بالواحـدِ القهارِ
هي دارُ ربح المؤمنين أيستوى
أهل التقى فيها بأهلِ خسارِ؟
لكنني أعني بقولي سابقاً
وصفاً لها من وجهها المتواري
- عبدالله بن حمد الشبانة
أحسنت بالأولى وجدت بآخرٍ
بروائع من أطيبِ الأشعــارِ
قَدْ قالها ابن التهــامي قبلنا
فيما مضى من سالف الأمصارِ
(طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنت تريدها
صفواً من الأقــذاءِ والأكــدارِ
ومكلِّفُ الأيَّامِ ضــدَّ طباعها
متطلِّبٌ في الماءِ جَذوةَ نارِ)
يا ربِّ احفظ شيخنا وحبيبنا
واجعلهُ يا ربِّ من الأبْـــرَارِ
- عبدالمجيد بن محمد العُمري
سلمت يمينك إذ تخط روائعاً
وتعيد تذكيراً بقول ســاري
وبمثل ما تدعو سأدعو قائلاً:
يا ربِّ فاجعـلهُ من الأبْـــرَارِ
- عبدالله بن حمد الشبانة