فهد المطيويع
سالم الدوسري، اللاعب الفنان الفذ والموهبة الاستثنائية ، قدَّم الكثير في مسيرته الكروية وأبهر كل من شاهده. قلَّما يشارك في مباراة دون أن يترك بصمة واضحة، ليفرض حبه على كل من يعشق كرة القدم ويقدِّر المواهب الممتعة. اليوم يعد سالم النجم الأوحد محليًا وخليجيًا وآسيويًا. حصل على جائزة أفضل لاعب آسيوي، ولا يستبعد أن يكرِّر الإنجاز مرة أخرى. الغريب حقاً هو تقليل بعض الجماهير من قيمته بحجة عدم تحقيقه إنجازات مع المنتخب، وكأن سالم وحده هو المنتخب كله: الحارس والمدافع والمهاجم! طبعاً لا يُلام بقية اللاعبين لأنهم ليسوا سالم لاعب الهلال! الغريب أنه إذا غاب انتقدوا غيابه وإن حضر حطموه ومع ذلك ما زال صامداً كالجبل يعطي بلا كلل أو ملل!
بصراحة نحن محظوظون بوجود لاعب بمستوى سالم في المنتخب، لكنه يظل فردًا في مجموعة تعاني من فوارق فنية واضحة. كما يُقال: «اليد الواحدة لا تصفق» مع هذا الفقر الفني بشهادة النقاد. سالم يقاتل ويقدِّم مستويات مميَّزة، لكن النجاح يحتاج لتكامل المنظومة.
وفي اعتقادي أن من يقلِّل من قيمة سالم الفنية يبتعد كثيرًا عن جوهر كرة القدم ومتعتها. أتذكر أن الجماهير قديمًا كانت تحرص على مشاهدة مباريات النصر بوجود ماجد عبدالله ويوسف خميس ونجوم آخرين، وكذلك مباريات الهلال مع يوسف الثنيان وسامي الجابر ومحمد الشلهوب، إضافة إلى نجوم الأندية الأخرى في الشباب والأهلي والاتحاد كانت المتعة في حضور النجوم بغض النظر عن الانتماءات.
النجم يظل نجمًا مهما كانت النتائج. التقليل من قيمة لاعب بحجم سالم يعكس عقلية تختزل كرة القدم في فوز وخسارة فقط، بعيدًا عن المتعة الحقيقية والفن الكروي.
سالم الدوسري ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل حالة استثنائية يعيشها كل من يشاهده. كل لمسة، كل هدف، كل مهارة، تجعلنا نؤمن أننا أمام نجم لا يتكرر كثيرًا. أوروبا وقفت لتصفق له، والجماهير في القارات الثلاث تتغنَّى باسمه، سالم اليوم هو الامتداد لتلك المدرسة، نجم حقيقي يمتع قبل أن يسجِّل. والتقليل منه لا يسيء إليه بقدر ما يكشف (فقرًا في الذائقة الكروية). سيبقى سالم أيقونة، وسنظل نقولها بفخر: لدينا لاعب أبهر أوروبا.. واسمه سالم الدوسري.