عبدالرحمن العطوي
منذ احتلال الكيان الغاصب (إسرائيل) للأراضي العربية الفلسطينية عام 1948م والتوسع في الاحتلال وضم الضفة الغربية تحت وطأة هذه الدويلة الغاصبة التي تلقى الحماية والدفاع من الولايات المتحدة الأمريكية وحضور الفيتو لحمايتها من أية قرارات تدينها في قبة مجلس الأمن الدولي وهو قرار إجهاض ضد الممارسات القمعية لإسرائيل بموجب تلك الصلاحية التي تمنحها حق هذا الاعتراض، فمندوبها في مجلس الأمن الدولي كمحامِ أوكل من هذا الكيان لمثل ذلك هذا الفيتو الذي مكن إسرائيل منذ عام 1967م وحتى يومنا هذا من تلك الممارسات القمعية لجيشها ومتطرفيها ومستوطنيها الذين أتت بهم من الشتات لتزرعهم فوق الأرض المغتصبة وتقتلع زيتونها وشجرها وثمرها لتضع تلك البذرة المتطرفة فوق أراضيها بعد هدم بيوتها وطرد ساكنيها لتقيم تلك المستوطنات وتمنح مستوطنيها السلاح الذي ارتكب فيه جرائم بحق مدنيين عزل في منازلهم في الضفة الغربية، وأصبح المواطن الفلسطيني يخشى على حياته وأسرته من تلك الجرائم التي ترتكب بحماية الجيش الصهيوني لتتفاقم هذه الجرائم والاعتداءات منذ أحداث 7 أكتوبر قبل ما يقارب العامين في قطاع غزة الذي تحولت أرضه لمقابر جماعية تفوح منها رائحة الموت وأصبحت أرضاً محروقة ومبانِي تم تسويتها بالأرض من أبراج ومبانِ وأصبحت أرضاً غير صالحة للحياة، أبيد فيها البشر والشجر والحجر بطائرات تحمل أطنانا من القنابل تلقي بثقلها على أجساد الأطفال والنساء والمدنيين وكبار السن لتقتل كل يوم العشرات والمئات منهم، فأكثر من 70 ألف شهيد و 150 ألف مصاب حصيلة غير نهائية لتلك المجازر اليومية إسرائيل الذي يرأس حكومتها شخص متطرف مطلوب لمحكمة العدل الدولية كمجرم حرب لا يبالي بتلك الأرواح التي أزهقتها آلة الحرب الإسرائيلية، وهو يرى حجم الدمار الذي أصاب شعبا أعزل، رفض التهجير ليتضاعف حجم القتل والإبادة ونسف المبانِي وفرض مناطق معزولة للتضييق على من تبقى من شعب غزة أحياء من أصل 2 مليون نسمة ليمارس بحقهم جريمة التجويع مع استمرار إسقاط القنابل بالطائرات والمسيرات على خيم النازحين واستهدافهم أمام مواقع توزيع المساعدات الإغاثية ليقتلوا بدم بارد في ظل هذا الصمت من دول كبرى.
في افتتاحية هذه الصحيفة بقلم رئيس تحريرها الأستاذ خالد المالك كان هناك حديث عن هذه الكارثة التي تشهدها غزة، والموقف الأمريكي من أحداثها، فجاء في أحد عناوينها (العدل بالمفهوم الأمريكي) تطرق فيه لتعاطي الإعلام الأمريكي خاصة والغربي بشكل عام عن ما يحدث في غزة والتضليل الذي تمارسه تلك الوسائل الإعلامية، وجاء في بعض مقتطفاته (أمريكا تتحدث عن الأزمة التاريخية للفلسطينيين مع الاحتلال، وعن عدوانه المتواصل، بما يخالف الواقع، وبما يتناغم مع ما يتحدث به الإسرائيليون، وكأنها صوت تل أبيب، تُملي عليها تل أبيب أكاذيبها ليتم تحسينها في واشنطن، وتتولى وسائل الإعلام الأمريكية الترويج لها.
الإعلام الغربي - الإعلام الأمريكي تحديداً - لا ينقل صور المجازر، والقتلى بالعشرات يومياً، بهدف إخفاء جرائم هذا العدو المجرم، وتحسين سلوك وصورة حكومة نتنياهو المتطرفة الإرهابية، وحقدها الدفين ضد كل من هو ليس يهودياً من المسلمين والمسيحيين ...الخ).
إن موقف حكومة مملكة الإنسانية المملكة العربية السعودية ضد هذه الحرب الظالمة هو موقف ثابت راسخ، فما صدر من بيانات من وزارة الخارجية في المملكة ضد تهجير الفلسطينيين من أرضهم ووقوفهم الدائم مع الشعب الفلسطيني وحكومته الشرعية، وقد كان بيان وزارة الخارجية قبل أيام ضد تصريحات رئيس حكومة الاحتلال التي أدانت بأشد العبارات التصريحات المتكررة من قبل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي حيال تهجير الفلسطينيين من أرضهم، بما في ذلك عن طريق معبر رفح، واستمرار استخدام الحصار والتجويع لفرض التهجير القسري، في انتهاك جسيم للقوانين والمبادئ الدولية وأبسط المعايير الإنسانية، وتؤكد المملكة دعمها الكامل للأشقاء في مصر في هذا الصدد وهذه المواقف هي ديدن هذه البلاد ووقوفها مع الشعب الفلسطيني منذ بداية الاحتلال، ووقوفها معهم والدعم الذي تقدمه لهم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وموقفها الثابت من حل الدولتين وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.