صالحة بنت أحمد
الموروث الثقافي والتاريخي لأبنائنا هو هويتهم الحقيقية، وأجدادهم شرفوا هذه الأرض ببطولاتهم وأفعالهم العظيمة. تراثهم غالٍ لا يُقدّر بثمن، ومن لا يعرف حاضره لا يمكنه فهم ماضيه. لذلك، يجب أن نغرس في نفوس أبنائنا حب هذا التراث منذ الصغر، ليظل حيًّا في كل جيل.
علّموا أبناءكم أن لديهم تقاليد أصيلة ليست كالغرب، وأن عروبتهم تعني الشجاعة والأصالة والثبات. فالاعتزاز بالقبيلة أو المكان لا يعني التعصب، بل هو فخر بالماضي ورفع للحاضر:
- من نشأ في الصحراء: فليفتخر بنشأته، فالبداوة تعني الشجاعة والصبر على التحديات.
- من نشأ في سفوح الجبال: ليتذكر أن قوته وصلابته جزء من طبيعة نشأته.
- أبناء القرى: عليهم أن يعرفوا أن أصالتهم ورقيّهم جزء من هويتهم الغنية.
ويجب أن يعرف الأبناء أن أساس الكيف هو البن الخولاني، وأن التمر القصيمي ليس مجرد محصول، بل ذهب يعكس غنى الأرض وكرم أهلها.
علّموا أبناءكم الاعتزاز بلهجاتهم من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، وأن يفخروا بالتنوع الثقافي المذهل في بلادهم. شجّعوهم على تبادل ثقافتهم بين مناطقهم المختلفة، والاستمتاع بالألعاب الشعبية التي تربطهم بتراثهم الأصيل.
في النهاية، الفخر الحقيقي لا يأتي إلا بما صنعوا في وطنهم، وما قدمه أجدادهم من أصالة وعطاء. فلنغرس هذا الاعتزاز في نفوس أبنائنا، ليظل تراثنا حيًّا ومتجدّدًا في كل جيل.