أ.د.عبدالرزاق الصاعدي
1/ الهِلَبّ: كثير الشعر:
أنشد الجاحظ (كتاب البرصان والعرجان ص 250) لجُريبة بن أشيم الأسدي (شاعر جاهلي):
أزبّ هِلَبٌّ لا يزالُ مطابقا
إذا انتشبت أنيابه والمخالب
هِلَبٌّ على وزن فِعَلّ كهِجَفّ، بمعنى كثير الشعر، ولم ترد هذه الصيغة في مادة هلب في المعاجم، وفي العين (4/ 53): «الهُلْبُ: ما غَلُظَ من الشِّعَر كشَعر ذَنَبِ النّاقَة. ورَجُلٌ أَهْلَبُ: غليظُ شَعر ذِراعيه وجَسَدِه».
2/ الخِنَّوْت:
قال أبو عبيدة في مجاز القرآن (مجاز القرآن 1/ 161): «والخِنَّوْت المتجبّر الذاهب بنفسه، المستصغر للناس»، قال المحقق فؤاد سزكين: «والخنّوت: المستصغرـ قال الآمدي في ترجمته: وقتل أخواه، في قصة مذكورة في كتاب بني سعد، فأدرك الأخذ بثأرهما … وكان لا يزال يبكي أخويه فطلب إليه الأحنف أن يكف فأبي، فسماه الخنّوت وهو الذي يمنعه الغيظ أو البكاء عن الكلام انتهى. وهكذا يختلف سبب تسميته بالخنّوت. ولم أقف على هذين المعنيين في المعاجم».
وجاء في اللسان في مادة (همم): «قال [الشاعر]:
أَوْلَمْتَ، يَا خِنَّوْتُ، شَرَّ إِيلامْ،
فِي يومِ نَحْسٍ ذِي عجاجٍ مِظْلامْ
مَا كَانَ إِلّا كاصْطِفاقِ الأَقْدامْ
حَتَّى أَتيناهم فَقَالُوا: هَمْهَامْ
أَي لم يَبْقَ شيءٍ. قال ابنُ بَرِّيٍّ: رَواهُ ابنُ خالَوَيْه: خِنَّوْت على مِثال سِنَّوْرٍ، قال: وسألت عنه أبا عُمر الزّاهِدَ فقال: هو الخَسيس».
قلت: ورد هذا اللفظ ومعناه في في اللسان مادة (همم) عرضا، ولم يرد في جذره (خنت) وذكر الأزهري في (خنت) أن «الخِنَّوْتُ دابَّةٌ من دوابِّ البَحْر»، وذكر صاحب التاج في (خنت) أن الخِنّوت، لقبُ تَوْبَةَ بْنِ مُضرِّسٍ الشّاعِرِ، ولم تذكر المعاجم الخِنّوت بمعنى المستصغر للناس أو من يمنعه الغيظ أو البكاء عن الكلام، فلتستدرك هذه الدلالة.
3/ الأشكل: الخاصرة:
ورد في أرجوزة لدريد بن الصمة (ديوانه ص 154):
مُحَنّبَ الساقِ شديد الأعصلِ
ضَخْمَ الكراديسِ خميصَ الأَشْكَلِ
يريد بالأشكل: الخاصرة، وهذا المعنى ذكرته المعاجم للشاكلة لا للأشكل، فللأشكل في المعاجم معان، متعددة، منها: أن الأَشْكَل في ألوان الإبل والغنم ونحوه: أن يكون مع السواد غُبْرَةٌ وحُمْرَةٌ، كأَنَّهُ قد أَشكَلَ عليك لَوْنُه، ولم يرد في المعاجم أن الأشكل الشاكلة نفسها، فكما يقال: خميص الشاكلة يقال: خميص الأشكل، فيمكن استدراك الأشكل بهذا المعنى، وشاهده قديم.