علي حسين (السعلي)
الثقافة هي هوية أي دولة، وهي الدينمو المحرك الذي ينبض بالتراث بالتاريخ، الذي يمثل تطلعات كل دولة، وتشكل محاور التفاعل الأسبوعي واليومي وهكذا. إن الهوية هي العلاقات الرسمية التي تعبر عن شعارات أو رموز لوطن ما، بل تسري في روح كل تفاصيل حياتنا اليومية..
في أكلاتنا، أطعمتنا التي نطهوها، وفي ثيابنا التي نلبسها، وفي الكلمات التي تسرسب على ألسنتنا شهدا وعسلا مصفى…
أما مملكتنا العربية السعودية والتي يبلغ تعدادها من أربعة وثلاثين مليون نسمة، تتوزع على ثلاث عشرة منطقة، يجمعها رابط واحد هو لغة القرآن لغتنا العربية السامية، ولكنها تتنوع في لهجاتها، وعاداتها، وتقاليدها، لتظهر غنى في ثقافتنا التي تفوق كل ثقافات العالم..
وفي قلب هذا التنوع، يقف المبدعون من شعراء، وفنانين، ومؤرخين، ومعماريين، وغيرهم، ليجسدوا صورة حية من ثقافتنا، ويكونوا سفراء حقيقيين لإرثنا الثقافي. هؤلاء المبدعون يسهمون في إبراز تفاصيل هويتنا، وفي الحفاظ على أصالتنا، وفي إغنائها بتجاربهم وابتكاراتهم التي تعبر عن روح العصر. ومعهم، نرى دور الآباء والأمهات الذين يسلمون الشعلة لجيل المستقبل، يزرعون فيهم بذور الفخر والاعتزاز بموروثهم الثقافي المتين على صراط مستقيم في دولة سعودية عظمى
فما هي الثقافة بمفهومها الشامل؟
الثقافة مفهوم شامل ومتعدد الأبعاد، يضم مجموعة واسعة من المعاني والتجليات. فهي قد تتجسد في الآثار والمعمار الذي يعكس تاريخ وحضارة الأمم، أو يتجلى في الشعر والفنون المسرحية التي تعبر عن الإبداع الفني والإنساني. الثقافة تشمل جوانب ملموسة مثل الأدوات والتحف والمباني، وكذلك جوانب غير ملموسة كالتقاليد، والعادات، والمعتقدات. إنها حالة ديناميكية في تطور مستمر، تجمع بين الماضي والحاضر، وتركز على التنوع والتفاعل بين مختلف الأبعاد الزمنية والاجتماعية. مع مرور الزمن، أصبح من الضروري أن تشمل الثقافة أيضا الفنون الرقمية التي تمثل إبداع الإنسان في العصر الحديث، مما يعكس تداخل القديم والجديد في نسيج ثقافي متكامل.
إن الحفاظ على هذا التراث الثقافي هو مسؤولية جماعية، فكل واحد منا يعد حارسا لهذا الإرث، وهو شريك في استمراريته. فكما نعتز بتاريخنا، يجب علينا أن نعمل على تعزيز حضور ثقافتنا في كل مجال، وأن نمرر هذا الوعي عبر الأجيال القادمة بكل فخر وإبداع، لتظل هويتنا محط فخر واعتزاز للأجيال التي تترى بعد ذلك فرؤية سمو سيدي ولي العهد عشرين ثلاثين عراب كل شباب العالم فهو قائد ملهم فذ نادر وفي السعودية قدوة شباب المملكة العربية السعودية.
مثال:
كلمة «السلام عليكم» أكثر من مجرد كلمات تقال؛ فهي دعاء بالخير، وتمن بالسلامة والبركة للآخر. تحمل هذه التحية في طياتها معاني الاحترام والود العميق. في الأغلب ما تتبعها المصافحة في اللقاءات الرسمية، كإشارة إلى التقدير المتبادل. وإذا كان اللقاء بين الأهل أو الأصدقاء المقربين، فإن التحية قد تأخذ شكل قبلة على الخد، رمزا للتقارب العاطفي والعلاقات الراسخة التي تجمع بين الأفراد. هكذا، تتحول التحية إلى أكثر من مجرد بداية لقاء، لتصبح لغة ثقافية تعبر عن القيم الإنسانية الأصيلة عبر كل زمانات العالم، فالسلام مفردة تعبر عن مكنونات كل منطقة بالمملكة وأصبحت نبراسا لكل سعودي.
الاحتفالات في السعودية
تتميز بمجموعة من الاحتفالات السنوية التي تعكس تلاحم المجتمع وتماسكه، وتجمع بين الطابع: الديني والتراثي فما أبرز المناسبات..
شهر رمضان المبارك
شهر الصيام الذي يشهد عادات وتقاليد تعكس روح الجماعة والتكافل، ويختتم بعيد الفطر المبارك، حيث تشترى الهدايا للأطفال وتقام زيارات للأصدقاء والأقارب، مما يعزز أواصر المحبة ويجسد معاني العطاء والرحمة.
موسم الحج
يتوافد المسلمون من شتى بقاع الأرض إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، في مشهد يعكس الوحدة والعبادة الخالصة لله، ويختتم بعطلة عيد الأضحى المبارك، حيث تقام شعيرة الأضحية تقربا
إلى الله عز وجل.
يوم التأسيس (22 فبراير)
يحتفل السعوديون بذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، مما يعزز الفخر والاعتزاز بالوطن.
اليوم الوطني السعودي (23 سبتمبر)
يخلد إعلان الوحدة والتوحد تحت راية واحدة، ويعد مناسبة للاحتفاء بالإنجازات الوطنية.
يوم العلم (11 مارس)
يحتفى به لتكريم العلم السعودي، رمز الوحدة الوطنية، والتأكيد على تاريخ المملكة العريق ومسيرتها الحضارية.
تجمع هذه الاحتفالات بين الديني والثقافي، مما يبقي روح الفخر والتضامن حية في قلوب السعوديين، ويرسخ قيم العزة والكرامة الوطنية.
وأخيرا
الثقافة هي الدينمو المحرك لنخبة شعب من شعوب العالم وسعوديتنا هي من أول تلك الدول وهذه الشعوب..