سلمان بن محمد العُمري
جميل أن نسعى جميعا إلى تحقيق وتطبيق كل نافع ومفيد على المستوى الفردي أو الجماعي بما يعود علينا بالنفع والفائدة، وقبل ذلك الأجر من الله عز وجل، ومن فضل المولى علينا في هذا المجتمع أنه مجتمع غرس فيه حب الخير، ونجد دائماً أن كل فكرة جميلة ورأيا صائبا فيه دلالة على الخير تجد صدىً وتجاوبًا سريعاً وملموسًا سواء من الأجهزة الحكومية ذات العلاقة أو المؤسسات الأهلية أو حتى الأفراد.
ولقد سبق أن كتبت قبل عدة سنوات عن عيادة المريض وما يتخللها لدى الكثر منا من نساء ورجال من عادات لا أصل لها في الدين ولا علاقة لنا بها في تراث وموروث وهي حمل الورد والشوكولاتة للمريض، وعدم جدواها صحياً ولا اقتصادياً، بل هي طفرة اجتماعية دخيلة وفيها هدر مالي لا ينتفع منه المريض، وكنت قد اقترحت تطبيق السنة النبوية (داو ومرضاكم بالصدقة)، واقترحت أن يقوم المهدي بعمل خيري وصدقة باسم المريض ويهديها إليه ويأخذ وصلاً ورقياً أو إلكترونيا، وهذا كما قلت آنذاك فيه نفع للمريض دفعاً للبلاء عنه بإذن الله، وفيه رفد للفقراء والمساكين والمحتاجين، ولك أيها المتبرع والمتصدق فالدال على الخير والباذل له أجر عظيم، وكنت قد طالبت بافتتاح مكاتب صغيرة للجمعيات في المستشفيات وتجهيزها بمكائن وأجهزة تقنية للتبرع الخيري.
ومن فضل الله عز وجل أننا رأينا ثمار هذه الفكرة تطبق على أرض الواقع، وعملياً بادرت بعض المستشفيات بالتنسيق مع الجمعيات بفتح مكاتب لها أو وضع أجهزة إليكترونية للتبرعات، ومن ذلك ما قام به مستشفى الملك سعود بعنيزة بالتعاون مع إحدى الجمعيات الخيرية بالمحافظة «خير» حيث تم افتتاح مكتب للجمعية في المستشفى ويتولى استقبال الصدقات والتبرعات والهدايا الخيرية عن المرضى كبديل للورود وعلب الشوكولاتة وغيرها من الهدايا العينية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وربما كان ضررها على المريض أكثر من نفعها خاصة إذا كان من مرضى السكري وغيرهم.
هذه خطوة في الاتجاه الصحيح، وهو ما سبق أن كتبنا وطالبنا به منذ سنوات وتحقق ولله الحمد، ولعله من الأهمية بمكان أن يتم تعميم هذا المنهج الجميل والفكرة الرائعة في شتى القطاعات الصحية الحكومية والأهلية، مع أهمية التنويه عنها والتعريف بها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وجميع الوسائط المتاحة في المجتمع، وأتمنى أن يتم غرس ذلك في نفوس الناشئة والشباب بأن يتم الطلب منهم عند مرافقتهم لأهلهم بأن يتم إنابتهم بالتبرع وتكليفهم بهذا العمل حتى يعتادوا على الصدقة وحب الخير.
جزى الله المحسنين خير الجزاء والعاملين في الجمعيات الخيرية على ما يقومون به من تطوير لأعمالهم وتسهيل عمل الخير والترغيب فيه والصبر على ما يطالهم من الأذى من ألسن المفتربين عليهم والمنتقصين لأعمالهم، وجعل ما يقدمونه مع الباذل في موازين حسناتهم، وأن يديم الله على بلادنا الرخاء والاطمئنان والأمن والإيمان والصحة في الأبدان.