مهدي العبار العنزي
يشهد ميدان الطائف هذه الأيام انطلاقة النسخة السابعة من مهرجان ولي العهد للهجن، الذي أصبح واحداً من أبرز المهرجانات التراثية والرياضية على مستوى المنطقة، جامعاً بين عبق التاريخ وروح العصر، ومؤكداً مكانة المملكة كحاضنة لهذا الموروث الأصيل.
تمثل الإبل في الوجدان العربي أكثر من كونها وسيلة تنقل أو مورداً للحياة، فهي رمز الصبر والعزة والكرم، ورفيقة درب الأجداد في الصحاري والبوادي. وقد خلدها الشعراء في قصائدهم منذ الجاهلية، حتى غدت عنواناً للهيبة والوفاء.
الإبل لها تاريخ من ماضي الأزمان، هيبة وشموخ واعتزاز ومكانة.
أما الهجن، فقد تحولت اليوم إلى رياضة ذات طابع عالمي، تتسابق فيها الأصايل في مضامير الطائف، وسط حضور جماهيري واسع ومشاركة محلية ودولية كبيرة، بما يعكس الاهتمام المتزايد بهذه الرياضة العريقة، وقد قيل في وصفها:
للهجن ميدان سباقٍ راكبه
كم سابقٍ بالشوط أخذ سهمها
لقد لعبت الهجن دوراً بارزاً في حياة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- فلم تكن وسيلة نقل فقط، بل كانت رمزاً للصبر والعزيمة والاعتماد على النفس وبطولة التاريخ لتوحيد المملكة. وقد ارتبطت هذه الرياضة الأصيلة بمسيرة المؤسس ورجاله الأوفياء، فجعلها رمزاً للهوية الوطنية وتراثاً متأصلاً تتناقله الأجيال القادمة.
ويمثل المهرجان محطة بارزة في رؤية السعودية 2030، من خلال دعمه للهوية الوطنية وتعزيز دوره في السياحة والاقتصاد؛ إذ يسهم في إبراز مكانة المملكة وريادتها في رياضة الهجن محلياً وعالمياً.
إن مهرجان ولي العهد للهجن ليس مجرد حدث رياضي، بل هو رسالة وطنية متعددة، تبرز عناية القيادة الرشيدة بالموروث، وتؤكد أن هذا التراث العريق باقٍ ومتجدد عبر الأجيال القادمة.
ولا بد لنا أن نشيد بالدور الكبير الذي يقوم به الاتحاد السعودي للهجن، من خلال جهوده المتواصلة في تنظيم هذه السباقات في مهرجان سيدي خادم الحرمين الشريفين للهجن، ومهرجان سيدي ولي العهد، وكافة المهرجانات والفعاليات في المملكة وخارجها.