سليمان الجعيلان
ظهور خطوط الملعب متقطعة ووجود مشاكل تقنية وجودة بث رديئة وأخطاء نقل بدائية، وتركيز على الأمور الثانوية على حساب الأشياء الأساسية، والاهتمام بمواضيع هامشية وإغفال مشاكل جوهرية، مثل الحرص على شكل الإستديو التحليلي وظهور الإحصاءات وبث المؤتمرات على حساب جودة نقل المباريات، وكذلك مثل عدم وجود حلول لمشكلة عدم قدرة السعوديين والمتابعين خارج المملكة على متابعة المباريات بالتطبيق، وأيضاً مثل عدم حل مشكلة وجود تطبيق ثمانية على جميع أنواع الشاشات الذكية، وأخيراً وليس آخراً الاهتمام بالبث الرقمي على حساب النقل الفضائي، والذي يتفق الجميع بأنه يشكِّل نسبة كبيرة من المشاهدة بين الرياضيين، بل وكل المواطنين، ولكن من يقنع المسؤولين عن قنوات ثمانية، والذين يبدو أنهم لم يناقشوا ويرجعوا هذه الملاحظات والإشكاليات التي ظهرت عقب انطلاقة نقل قنوات ثمانية للمسابقات الرياضية السعودية، بدليل استمرار التعليقات على أداء وعمل نقل القنوات للمباريات!
أفهم وأتفهم البدايات الصعبة والتحديات الكبيرة والتي تحدث عنها كثيراً وطويلاً مؤسس والرئيس التنفيذي عبدالرحمن أبو مالح والذي للأسف كتب في حسابه الرسمي في منصة «إكس» يوم الجمعة الماضي وقبل انطلاقة الجولة الثانية من دوري روشن هذه تغريدة (اليوم سيظهر إستوديو مباريات الساعة 7 بشكل مختلف كلياً عن الجولة السابقة وإطلالة بهية على الرياض الجميلة وأضفنا عليه تقنيات الواقع المعزّز ليظهر بشكل أنيق..) انتهت تغريدة عبدالرحمن أبو مالح التي تؤكّد أن مسؤولي ومسيري قنوات ثمانية ما زالوا يركّزون على الأمور الثانوية على حساب المواضيع الأساسية وهو ما يهم المشاهدين وهو جودة نقل المباريات وليس مظهر وشكل أو إطلالة الإستديو التحليلي!
فالمتابع الرياضي والمشجع السعودي ما يعنيه ويهمه بالدرجة الأولى هو مشاهدة المباريات بجودة عالية وإخراج عالي الدقة ولاسيما أن النقل التلفزيوني بات اليوم شريكاً أساسياً في توجيه القرارات التحكيمية من خلال إظهار بعض اللقطات وتجاهل بعض الحالات ليس هذا فحسب، بل وفي تغيير نتائج المباريات وفي إصدار القرارات الانضباطية ولا أريد أن أذهب وأعود بعيداً فيكفي ما حصل في اللقطة المثيرة للجدل في نهائي مباراة السوبر السعودي والذي جمع الأهلي والنصر وقبل احتساب ضربة جزاء للنصر وتسجيله للهدف الأول عندما تجاهل مخرج المباراة إعادة الخطأ الواضح لمهاجم الأهلي على مشارف منطقة جزاء النصر وارتدت اللعبة للاعبي النصر واحتسب على أثرها حكم المباراة ضربة جزاء للنصر وسجل هدفه الأول بخطأ تحكيمي وتلفزيوني أثَّر على نتيجة المباراة وكاد أن يغيِّر مسار البطولة!
وعلى كل حال كما يُحسب لمسيري ومسؤولي قنوات ثمانية المسارعة بمعالجة وتصحيح بعض الملاحظات فإن التطلعات والأمنيات كبيرة بأن تقوم قنوات ثمانية بالمبادرة في تقويم وتعديل بقية الإشكاليات وفي تحديد وتقديم الأولويات في النقل الفضائي للدوري السعودي لكسب ثقة المشجع الرياضي والمشاهد السعودي ولاسيما أن مشروع قنوات ثمانية هو مشروع شباب سعوديين محض ويتناغم مع رؤية سياسية ورياضية طموحة وإرادة قوية لتحقيق مستهدفات كبيرة تحفّز على العمل الجاد وتعزّز الثقة بالنفس وتساعد في التغلب على التحديات، وهذا ما يدفعني ويدعوني لأن أقول: صحيح أن المسؤولية على عبدالرحمن أبو مالح وفريقه كبيرة، ولكن في نفس الوقت الثقة كبيرة أيضاً في قدراتهم وقدرتهم على تجاوز البداية المرتبكة وتخطي كل المعوقات والعقبات المتوقعة في تقديم نقل فضائي يوازي البث الرقمي لإرضاء المشجع السعودي في داخل المملكة وخارجها أولاً ويساهم ويساعد في تحقيق عدالة المنافسة ثانياً!
السطر الأخير
عادت عجلة دوري روشن مع انطلاقة الجولة الثانية الجمعة الماضية من جديد عقب التوقف الدولي وبعد إغلاق فترة التسجيل الصيفية للاعبين الكبار وباتت كل الأندية أمام واقع التعامل مع موضوع استقطاب النجوم أقل من 21 عاماً القسري بعد تعنت وعناد الاتحاد السعودي في تعديل آليته وطريقته وأصبحت الأندية ملزمة بدفع مبالغ مالية طائلة بحجة رفض الأقلية من الأندية على التصويت على تعديل مواده ولوائحه مقابل طلب وتصويت الأغلبية من الأندية على ضرورة مراجعة ومعالجة قراره الخاطئ، والذي لا يعني قرار وإقرار الاتحاد السعودي بإمكانية تصحيحه في الفترة الشتوية القادمة إلا اعترافاً صريحاً من الاتحاد السعودي بخطأ آليته ولائحته الحالية، وما الفشل في تمرير التصويت على تعديله في الفترة الحالية إلا صورة من صور عجز بعض لجان الاتحاد السعودي عن رفض مطالب بعض الأندية غير المنطقية وغير الاحترافية..! نقطة آخر السطر.