د.نايف الحمد
«لا نزال في بداية الموسم. دعونا نرى كيف سيظهر المنافسون ضد الهلال، هل سيظهرون مثلنا أم لا». بهذه العبارة وصف مدرب القادسية الإسباني ميتشيل حال فريقه وحال الهلال ومنافسوه بعد الموقعة الكبرى التي دارت رحاها في المملكة أرينا، معقل الزعيم العالمي في العاصمة الرياض.
العبارة تؤكد احترامه الكبير للهلال وتقديره للفوارق الواضحة بين الزعيم وبقية الفرق؛ ورغم أن الغالبية يرون أن الفريق القدساوي من الفرق المنافسة على تحقيق بطولة الدوري، إلّا أن المدرب القدير زاد في حديثه قائلاً: «نأمل الوصول لمستويات الهلال في يومٍ ما». بهذه العقلية يمكن للفريق القدساوي أن يذهب بعيداً في مشروعه حتى يحقق الأهداف التي عمل مجلس إدارة النادي على إنجازها، والتي لن تكون أقل من اعتلاء منصات التتويج والفوز بالبطولات.
مباراة قمة استمتعت بها الجماهير وقدّمت وجهاً حقيقياً لقوة الدوري السعودي بما حفلت به من إثارة وتشويق في أجواء جماهيرية رائعة، ومثّلت قمة مبكرة أشعلت البطولة منذ الجولة الثانية، وأرسلت رسائل عدة للفرق والمتابعين مفادها أن هذا الموسم سيشهد تنافساً محموماً بين خمسة فرق تمثل أندية صندوق الاستثمارات العامة الأربعة، إضافة إلى نادي القادسية الذي أعلن جديته الكاملة في المنافسة من خلال الأداء الكبير الذي قدّمه وهو يواجه الحصان الأسود لبطولة كأس العالم للأندية وزعيم الكرة المحلية والآسيوية.
في لقاء الهلال بالقادسية، الذي حفلت مجرياته بأربعة أهداف، لعب الفريقان برتم عالٍ وجودة كبيرة رغم أنها الجولة الثانية من الدوري. ورغم الأفضلية الواضحة للموج الأزرق، خاصة في شوط المباراة الثاني، فإن الفريق القدساوي كان نداً قوياً، ولعب بتنظيم عالٍ، وكان الحارس البلجيكي سداً منيعاً تكسرت أمامه كل محاولات نونيز ورفاقه، في حين استطاع مهاجموه الوصول إلى مرمى بونو من أقصر الطرق، ومن تسديدتين كانتا باتجاه المرمى حقق الفريق هدفين في مطلع الشوطين، وأجبر الهلال على البحث عن التعادل في المناسبتين.
صحيح أن التعادل لم يكن مرضياً للجماهير الهلالية، لكن ما قدّمه الزعيم من أداء كبير طمأن هذه الجماهير على وضع الفريق، وأن الوقت كفيل بتصحيح بعض الجوانب السلبية من أجل الوصول إلى الشكل الفني المقرون بالنتائج، لاسيما وأن الفريق لديه استحقاقات كبرى تتطلب منح المدرب واللاعبين بعض الوقت لتحقيق أهداف الموسم.
نقطة آخر السطر
بقلوب يعتصرها الألم تلقّينا خبر وفاة أستاذنا ومعلّمنا الفاضل الإعلامي سعود العتيبي.. رحم الله أبا طلال، فقد كان أديباً أريباً، وقلماً حراً صادقاً؛ خاض بحور الصحافة وعرف دهاليزها حتى بات علماً من أعلامها. تحلّى بأجمل الصفات، واتسم بأرفع الأخلاق؛ كان ودوداً، رقيق الإحساس، وإنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
إلى جنات الخلد أبا طلال بإذن الله.. فقد رحلت عن دنيانا، لكن ذكرك بيننا لن يموت، وستبقى في قلوبنا ما حيينا.