عبد العزيز الهدلق
لم يحتج الهلال إلى لاعب عالمي من فئة (A) ليرفعه عالياً ويحلق باسمه عالمياً.. ولم يحتج الهلال إلى نجم عالمي من فئة (A) ليصنع انتصارات ميدانية تنسب له.. ولم يحتج الهلال إلى نجم عالمي من فئة (A) ليرفع معدل مبيعات قمصانه، أو نسبة حضور جماهيره في المباريات.. ولم يحتج الهلال إلى نجم عالمي من فئة (A) ليعرفه العالم.
لقد حقق الهلال ذلك كله وأكثر باسمه المحض، وبنجومه المحليين، وعناصره الأجنبية «العادية» الذين اختارهم بعناية.. لقد حقق الهلال أرقاماً قياسية في استثماراته، وفي موارده المالية، وفي شراكاته الضخمة مع كبريات الشركات العالمية التي جاءت له راغبة في الاقتران باسمه..
لقد حقق الهلال أرقاماً قياسية في مبيعات المنتجات، وأرقاماً قياسية في حضور المباريات، وحقق انتشاراً عالمياً واسعاً في «الميديا» بما قدمه في بطولة كأس العالم للأندية بأمريكا. وحقق هدفاً سامياً بنشر وتسويق المشروع الرياضي الوطني السعودي، وحقق أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030 في القطاع الرياضي بالمنافسة العالمية.. لقد صنع الهلال من اسمه «براند» عالمي. وشهرة غير مسبوقة حول الكرة الأرضية لناد آسيوي و منطقة الشرق الأوسط.
ما أجمل تحقيق النجاح بالصناعة الذاتية، دون وسائط مساعدة. فلقد نقل الهلال نفسه عالمياً بنفسه، ولم يحتاج لنجم عالمي يرتقي على اسمه وشهرته. فالفارق بين صناعة المجد ذاتياً وصناعته عن طريق نجم عالمي، هي الاستدامة، ذلك أن الصناعة الذاتية تضمن الاستدامة والبقاء، فيما الصناعة على اكتاف نجم عالمي تتلاشى بمجرد رحيله.
وقد أعلن الفيفا أن المونديال الأخير للأندية حقق متابعة جماهيرية عالية وغير مسبوقة حيث سجل (2.7) مليار متابع، وأن مباراة الهلال والسيتي حققت مشاهدة عالية في السعودية، حيث بلغت نسبة مشاهدي التلفاز (77.8 %) أثناء بث المواجهة.
وفي ذروة بطولة كأس العالم للأندية، وعندما كان الهلال محور حديث العالم، قال مشجع لأحد الأندية متفاخراً بأن طاه للبيتزا في مطعم صغير في إحدى ضواحي نابولي بإيطاليا يعرف اسم فريقه، وعندما سأله كيف عرفته!؟ أجاب وهو يقذف صينية البيتزا وسط لعب التنور أليس هو الذي يلعب معه النجم العالمي.! فعلق على ذلك مشجع هلالي بأنه سأل باريستا في مقهى صغير جنوب هولندا إن كان يعرف الكرة السعودية فقال أعرف أن فيها فريق اسمه الهلال هزم مانشستر سيتي!!
هذا هو «البراند» العالمي الذي صنعه النادي باسمه وجهده وحضوره، وليس من خلال وسيط عالمي. فليس مهماً أن يعرفك العالم، ولكن المهم كيف عرفوك!؟
ومع كل ذلك فعدالة المنافسة تفرض أن يدعم الهلال بلاعب من فئة (A) مساواة بغيره من الأندية التي تتمتع بمثل هذه العناصر في الملاعب.! فتكفي تجربة نيمار الذي جاء للهلال مصاباً، واضطر إلى التخلص منه قبل نهاية عقده لأن التعاقد معه كان لخدمة الفريق في الملاعب وليس لملازمة غرفة العلاج.!
زوايا
* عدالة المنافسة أين كانت عندما قامت رابطة دوري المحترفين بتغيير نظام منع مشاركة اللاعب مع فريقين مختلفين في فترة واحدة من الموسم، إلى السماح بذلك بعد الجولة الأولى من الدوري!!؟
** عندما أرادت رابطة دوري المحترفين تغيير نظام منع مشاركة اللاعب مع فريقين مختلفين في فترة واحدة من الموسم لم تطلب مرئيات الأندية، أو التصويت على ذلك! ولم تكن تعنيها عبارة عدالة المنافسة! فقد اتخذت القرار مباشرة!
* اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين ينتميان لمنظومة واحدة تشرف على نشاط كرة القدم السعودية، فكيف تغير الرابطة في نظام بعد بدء الموسم، واتحاد الكرة يرفض التغيير بعد بدء الموسم بذريعة عدالة المنافسة!! أليست المنافسة التي يشرفان عليها واحدة!!؟ أم أن التغيير وعدم التغيير يحكمه اسم النادي المستفيد! للأسف مثل هذه التصرفات تثير البلبلة والشكوك في الوسط الرياضي، وتجعل المتابع يتساءل لماذا يحدث ذلك!
* دائماً في قرارات السماح والمنع، وظهور عبارة عدالة المنافسة أو اختفائها ابحث عن المستفيد!
* مادام اتحاد الكرة يتعامل مع فشل التحكيم المحلي برفع رسوم تكاليف الاستعانة بالحكم الأجنبي فلن يتطور التحكيم المحلي، ولن يتقدم خطوة واحدة للأمام. اتحاد الكرة عليه واجب مشاهدة واقع التحكيم المحلي والاعتراف بحقيقة تدنيه! وأن أساليب المعالجة والتطوير ليست برفع التكاليف المالية لاستقدام الحكام الأجانب. بل باستبعاد العناصر الفاشلة التي لم تتطور منذ سنين، وتكرر أخطاءها، وتحرج اللجنة والاتحاد، ثم عقد دورات تطويرية للحكام الذين يرجى تطورهم، وكذلك الصاعدين، والصرامة في المتابعة والتقييم.
* ضربة الجزاء الهلالية المحتسبة في مباراة الفريق أمام القادسية كشفت ضعف المتابعة للناقل الرسمي IMG، فلم يقدم لقطة واضحة من أي زاوية!! ولكن التقنيات العالية لبعض ال قنوات أظهرت صحة قرار الحكم.!! للأسف أن جانباً كبيراً من سخط الجماهير على الحكام يعود لضعف متابعة الناقل، وعدم دقة التصوير.