فهد المطيويع
خرج فريق الهلال بتعادل محبط أمام القادسية في مباراة كان عنوانها الأبرز «الإحراج الكبير للأزرق». فالقادسية لم يكتفِ بمجاراة الهلال، بل تفوق في معظم فترات اللقاء، وكان الأقرب لحصد النقاط الثلاث حتى اللحظة الأخيرة. الهلال، رغم بعض اللمحات الفنية وإضاعة العديد من الفرص، لم يستطع إلغاء تفوق القادسية الذي أظهر عزيمة قوية ورغبة واضحة في الفوز. وكما هو معروف، وفي عرف المجنونة ليس دائمًا يفوز الأفضل. ومن الإنصاف القول إن القادسية استحق أكثر من نقطة بعد أن استثمر أخطاء الهلال الفنية وسجل هدفين من فرصتين قُدمتا له على طبق من ذهب من أقدام فاقد التركيز كنو، الهلال لم يكن سيئًا بالكامل، لكن علامات الضعف بدت واضحة. فالنقص الحاد في أكثر من مركز يهدد مسيرة الأزرق هذا الموسم. الدفاع والحراسة يقدمان أداءً مطمئنًا، بينما الوسط أصبح مرهونًا بالتوظيف الصحيح من قبل المدرب، أما الهجوم فالوضع مقلق للغاية. طبعاً القادم الجديد نونيز لن يكون ميتروفيتش آخر ولا حتى قريبًا منه!.
المشكلة الأبرز تكمن في دكة البدلاء، التي تبدو ضعيفة وغير قادرة على صناعة الفارق. للأسف، هناك لاعبون يحصلون على الفرصة تلو الأخرى دون أن يقدموا أي إضافة. وهنا يبرز السؤال: كيف يفكر أصحاب القرار وهم يرون هذه الدكة بهذا الضعف؟ وماذا يمكن أن ينتظر الجمهور من لاعبين أثبتوا مرارًا وتكرارًا أنهم غير قادرين على التغيير؟ أليس من الأجدى إعطاء الفرصة لوجوه جديدة قد تصنع الفارق؟، محزن تكرر الخطأ ومحزن أيضاً أن تُهمل وتترك دون علاج، وكما يقال: «الجنون هو أن تفعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا وتتوقع نتائج مختلفة». وهذا ينطبق تمامًا على حال الهلال، الذي يكرر نفس الأخطاء في الاختيارات الفنية دون معالجة جذرية.
باختصار، إذا لم يتم تجهيز احتياط أو بديل مناسب للاعب نونيز، فإن الهلال سيجد صعوبة بالغة في المنافسة، فضلًا عن تحقيق أي منجز هذا الموسم.
بصراحة الوضع مقلق لجماهير الهلال، ولا لوم عليهم. فإذا كانت البداية بهذا الشكل، فماذا عسانا أن نتوقع في منتصف الموسم؟ الكرة الآن في ملعب الإدارة، والإصلاح يجب أن يبدأ سريعًا قبل أن تطير الطيور بأرزاقها.
بداية المشوار الآسيوي
يستهل الهلال اليوم مشواره الآسيوي بمواجهة فريق الدحيل القطري على ملعبه، في مباراة قد تشكل نقطة انطلاقة قوية رغم كل الظروف. ورغم حديث المدرب إنزاغي عن الإرهاق وطول رحلات العودة بعد أيام الفيفا التي أثرت على معظم اللاعبين، إلا أن التفاؤل حاضر، بأن تعيد هذه المباراة التوازن الفني للفريق ليعود كما عهدناه مرعباً في كل الأوقات.
الجانب الإيجابي أن الفريق سيكون قادرًا على الاستفادة من جميع محترفيه الأجانب، وهو ما يمنح الجماهير شيئًا من الاطمئنان، ويعزز من الإمكانات الفنية المتاحة للمدرب. هذه المشاركة الكاملة قد تنعكس إيجابًا على أداء الفريق وتزيد من فرصه في الظهور بشكل مميز منذ البداية في الأسيوية. كل التوفيق للزعيم في رحلته الأولى نحو بطولته المفضلة، البطولة الآسيوية.