د.عبدالعزيز الجار الله
أصبح تاريخ 9سبتمر 2025 العدوان الصارخ الإسرائيلي على قطر (الدوحة)، تأريخاً مميزاً في الصراع العربي الإسرائيلي لأنه تمادي إسرائيلي في خلط أوراق الصراع الذي بدأ عام 1948 باحتلال فلسطين داخل الخط الأخضر، ثم التوسع في 1967 احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.ثم حرب غزة الأخيرة بعد طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023.
إذن لماذا 9سبتمبر؟ أو الهجوم الصارخ على الدوحة لأن هذا التاريخ حرر:
- دول وسكان الخليج العربي بتعداد 50 مليون نسمة.
- والدول العربية بسكان نحو نصف مليار نسمة.
- والعالم الإسلامي بعدد سكان قارب (2) مليار نسمة.
حررهم جميعاً، من الشكوك التي كانت تلازمهم طويلاً: بأن إسرائيل وأمريكا وبعض الدول الأوروبية لديها نوايا طيبة في السلام مع العرب، ورغبة حل الدولتين. بل تأكد للخليج والعرب والعالم الإسلامي أن النوايا الخفية والمعلنة لإسرائيل وأمريكا وأوروبا هي التمدد وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى. وما المفاوضات إلا مراوغة لاستغلال لحظة الضعف العربي بعد الربيع العربي 2010 واحتلال أمريكا للعراق 2003 وتسليمها لإيران، وهيمنة إيران على أربع عواصم عربية : بغداد، بيروت، دمشق، صنعاء. وهي سلسلة إضعاف الوطن العربي وجعله يقبل بحلول الشرق الأوسط الجديد الذي روج له إبان أحداث الربيع العربي الذي امتد إلى 2014.
يعتقد اليهود والجماعات الصهيونية في الغرب أن ما لم يتحقق في عامي 1948 و1967 يمكن تحقيقه في 2023 - 2025 التهجير القسري والطوعي إلى خارج غزة وضم الضفة الغربية والقدس لتكون اراضي إسرائيلية وموت فكرة حل الدولتين، ثم الشروع في تنفيذ إسرائيل الكبرى.
لذا كانت قمة الخليج والعرب والدول الإسلامية بالدوحة سبتمبر 2025، هي يقظة يفترض أنها تمت في بواكير الربيع العربي 2010 لأنها بدأت من هناك حين قيل ستكون خرائط وأطالس جديدة خلاف حدود دول العالم العربي: تقسيمات اتفاقية سايكس بيكو المعاهدة السرية عام 1916 بين بريطانيا وفرنسا، بموافقة روسيا، لتقسيم مناطق نفوذ الدولة العثمانية في الوطن العربي. حيث أعلن ذلك نتنياهو مراراً وتكراراً حتى قالها صراحة الرغبة في إسرائيل الكبرى ليس حدودها النهر والبحر بل ما يمكن الحصول عليه.
والآن تأتي الدوحة بثقلها ليدخل الخليج العربي والوطن العربي والعالم الإسلامي الصراع وفق أفق عربي واسع، ووضوح في الرؤية يتجاوز حماس وغزة.