عبدالله سعد الغانم
للأبوة مشاعرها حيث تفيض قلوب الآباء محبةً وحنانًا على أولادهم وأحفادهم ولا غرو فهم زينةُ الحياة الدنيا وهم فلذات الأكباد التي تمشي على الأرض وترعاهم بعد عينِ الله عيون الآباء حتى يشبوا، بل وحتى شيخوختهم إن طالت بهم الحياة حيث يرونهم امتدادهم في الحياة بعد الممات فيسعون جاهدين في تربيتهم التربية الصالحة، وتعليمهم ويبذلون الغالي والنفيس في ذلك دون منٍّ أو أذى حتى إذا بلغوا سن الزواج اختاروا لهم الزوجات الصالحات منتظرين ثمار جهدهم وتربيتهم في نجاح أولادهم في حياتهم الزوجية، مؤملين رؤية الأحفاد الذين يسحبون عادةً بساط الحب من قلوب الآباء تجاه الأولاد فلا أغلى من الولد إلا ولد الولد وهنا كما قيل، وهنا تتم سعادة الآباء بهذه النعمة المهداة من المولى العظيم سبحانه وتعالى فتنطلق مشاعرهم في ميدان الأبوة السامي معبرين عن سعادتهم بما يجيش في الوجدان وما يتلجلج في الخاطر من أشجان، وما كاتب هذه الحروف إلا واحدٌ منهم حيث منَّ الله عليه بقدومٍ ميمونٍ لحفيدٍ جديد هو غيث بن زياد في يوم الاثنين 2-3-1447هـ فرحَّبَ به قائلاً:
أهلاً وسهلاً بالوليدِ الغالي
أقبلتَ فينا أنت خيرُ نوالِ
أقبلتَ فينا والمشاعرُ ترتوي
بالأنسِ تحكي فرحتي أقوالي
حياك ربي غيثُ أهلاً مرحبًا
أنت الأميرُ لك المكانُ العالي
حلَّ السرورُ على الفؤادِ تدفقتْ
منهُ السعادةُ بالحبيبِ الغالي
فلأنت نعمةُ خالقي وهو الذي
فينا يجودُ بأطيبِ الأفضالِ
وله المحامدُ والثناءُ على العطا
إني لأشكرهُ لهُ إجلالي
باركْ لنا في غيثِ يا ربَّ الورى
واحفظْهُ من شرٍّ ومن أهوالِ
وهنَّأ ابنه الغالي «زياد» بمقدم بِكْره «غيث» فقال:
هنيئُا يا زيادُ بغيثِ خيرٍ
وليدٌ قد أتى بعد انتظارِ
هو البِكْرُ الجميلُ عطاءُ ربي
نعمتَ بُنيَّ في أولى الثمارِ
ودمتَ له زيادَ الخيرِ ذُخْرًا
ويبقى غيثُ من خيرِ الخيارِ
أقرَّ اللهُ عينك فيه نجلاً
سليمًا من أذى أهلِ البوارِ
عسى إقبالُ غيثٍ فألَ خيرٍ
وفضلُ اللهِ في مغناك جاري
حفيدي ساكنٌ أعماقَ قلبي
بمقدمه يعمُّ الأُنسُ داري
قد انهمرت أحاسيسي سرورًا
بغيثِ الطُهْرِ قد أهداهُ باري
** **
تمير - سدير