مهدي العبار العنزي
تُعَدُّ منطقة الجوف نموذجًا حيًّا للوحدة والتلاحم بين أبنائها، حيث تجمعهم روابط النسب والعلاقات الاجتماعية المتينة، وتتجذر بينهم قيم الكرم والتآخي والتعاون منذ القدم. فقد نشأ المجتمع الجوفي على تقاليد عربية أصيلة، تجعل من التكافل والتعاضد سمةً بارزةً في حياتهم اليومية.
وفي كل مناسبة وطنية أو اجتماعية، يظهر أبناء الجوف كالجسد الواحد، يتقاسمون الأفراح، ويقفون صفًا متماسكًا في مواجهة التحديات، مستلهمين من تاريخهم العريق ما يعزز حاضرهم المشرق. ومن الأسواق الشعبية إلى المجالس العامة، ومن المناسبات الدينية إلى الاحتفالات الوطنية، يبرز هذا التلاحم في صور إنسانية تجسد وحدة القلوب قبل وحدة الصفوف.
ويواصل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف، وسمو نائبه الأمير متعب بن مشعل بن بدر بن سعود، هذا النهج الراسخ في تعزيز روح المحبة والوحدة بين أبناء المنطقة، امتثالًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وبمتابعة واهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية.
كما يسهم هذا الترابط في دفع عجلة التنمية، إذ يحرص الأهالي على التعاون في شتى المجالات، من الزراعة التي اشتهرت بها المنطقة منذ قرون، إلى المشاريع الحديثة التي تدعم اقتصاد الوطن. ومع الدعم الكبير من القيادة الرشيدة، يستمر هذا التلاحم في أن يكون ركيزةً أساسية في بناء مجتمع قوي ومتماسك.
إن أهل الجوف اليوم يواصلون ما بدأه الأجداد من وفاء وانتماء، ليؤكدوا أن التلاحم ليس مجرد شعارات، بل ممارسة يومية تعكس معدنًا أصيلًا وقيمًا متجذرة، لتبقى الجوف مثالًا لوحدة الصف ونبضًا صادقًا في قلب الوطن الكبير.