محمد عبدالله القميشي
في خطوة عدوانية خطيرة، شنّ الاحتلال الإسرائيلي هجومًا استهدف اجتماعًا لقيادات من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي ولأبسط قواعد احترام سيادة الدول. كان هذا الاعتداء رسالة واضحة بأن الاحتلال لا يريد سلامًا ولا استقرارًا، بل يسعى إلى جرّ المنطقة إلى دوامة جديدة من الفوضى. إن استهداف قطر، المعروفة بدورها الريادي في رعاية المفاوضات ومحاولات وقف الحرب على غزة، لا يمكن تفسيره إلا باعتباره جزءًا من سياسة إسرائيلية ممنهجة لشيطنة كل صوت يسعى للسلام. فالدوحة، التي بذلت جهودًا مشهودة في جمع الأطراف على طاولة الحوار، وجدت نفسها هدفًا لعدوان يائس يحاول النيل من سمعتها ومكانتها.
يكشف هذا الهجوم بوضوح مأزق الاحتلال الداخلي، حيث تواجه حكومته انتقادات متزايدة بسبب عجزها عن تحقيق أي نصر سياسي أو عسكري رغم الدمار الكبير في غزة. وهكذا بدا استهداف قطر محاولة للهروب من الفشل، وصرف الأنظار عن الانقسامات الحادة التي تعصف بالمشهد الإسرائيلي. لقد دان المجتمع الدولي هذا الاعتداء، مؤكّدًا دعمه للموقف القطري القائم على العدالة والإنسانية. وفي المقابل، يغرق الاحتلال أكثر في عزلته الأخلاقية والسياسية، ويفقد ما تبقى له من رصيد أمام العالم.
الخاتمة:
إن ما جرى في الدوحة لا يعكس فقط استهتار الاحتلال بالقانون الدولي، بل يجسد نهج العربدة الذي يهدد أمن المنطقة واستقرارها. واستمرار الصمت العربي والدولي لن يؤدي إلا إلى المزيد من الفوضى، فيما تبقى المواقف العربية الصلبة والموحّدة هي السبيل الوحيد لفرض احترام السيادة ووضع حد لسياسة الاحتلال العدوانية.